Tahawolat

قالها قداسة البابا فرنسيس الاول الجالس على كرسي بطرس في روما عاصمة الكثلكة في العالم وبطرس هذا القديس من باد المسيح الذي قال له: )يا بطرس انت الصخرة، وعلى هذه الصخرة أبني بيعتي(.وباد المسيح هي فلسطين من اعمال سورية، حبيبة البابا فرنسيس الآتي من الارجنتين ليجلس على كرسي بطرس الذي اصبح له بعد الفي عام ونيف ما لا يقل عن مليوني مؤمن في العالم يرددون جميعآ في يوم الفصح المجيد: المسيح قام؛ حقاً قام.
 
كرسي بطرس هذه تواجه اليوم كما واجهت في الماضي اشرار العالم والآتية من ابواب الجحيم «والتي لن تقوى عليها .» وابواب الجحيم هذه تخرج منها اليوم الآلات المجرمة التي تفتك بحياة الشعوب في العالم وتركز اليوم شرورها على منطقتنا المشرقية ومنها سورية حبيبة البابا فرنسيس الاول. سورية هذه التي أعطت العالم خال العصور قواعد الرقي الانساني من خال المفكرين والفلاسفة والعلماء الذين أخرجتهم من رحمها وتوزعوا في هذا العالم قديمه والجديد يعلمون قواعد البناء الانساني الروحي والمادي وقد حولوا البحر المتوسط الى بحرهم واصبح اسمه في العالم القديم «البحر الفينيقي » اذ بنوا على شواطئه وفي مدنه المنتشرة قواعد حضارية علمت الانسانية الاحرف الابجدية وعلم الحساب وعلوم الفلك وغيرها...
 
وغدت صيدا وصور وبيروت وجبيل واوغاريت وغيرها من المدن والحواضر التي اصبحت مراجع للعلوم والمعارف والتقدم للعالم القديم المعروف في ذلك الزمان.
وكان يؤم هذه الحواضر كل طاب العلم والمعرفة ورجال الأعمال والتجار ينهلون جميعاً من علومها ومعارفها وخيراتها، وكان اهل سورية وما زالوا يعطون من دون منّة ولا حرج ويعلمون شعوب العالم القديم وما ابدعت عبقريتهم من علوم ومعارف بكل انفتاح وعطاء. وعند ظهور المسيحية كانت روما قد سيطرت بالحديد والنار على العالم القديم وحولته الى امبراطورية مترامية الاطراف يخضع شعوبها حكم مستبد جائر لا رحمة عنده ولا روح.
 
وكانت قد نبتت في الارض السورية المعطاء شجرة غريبة طعم ثمارها مرّ وسامّ فتعهدتها روما لتستفيد من هذه الثمار تطعمها لأعدائها من اهل سورية الطيبين عندئذ وفي هذه اللحظة التاريخية الخطيرة ظهرت رسالة المسيح، هذا الكنعاني المدرك خطر الرومان من جهة وخطر ثمار هذه الشجرة الغريبة الملعونة من جهة ثانية؟
وبدأ السيد المسيح يعدّ نفسه للعمل العظيم وللرسالة المعبرة عن روح امته المعطاء وقررالمواجهة، وهو يعرف مصيره ويدرك المخاطر التي تنتظره.
 
واذا كان السيد المسيح من روح الله فهو قد عبر عن ذلك في اعماله واقواله وتعاليمه، فتحدّى الرومان كما واجه على الارض بالروح المحيي بوجدانه الحي عصابات اليهود خصوصاً والفريسيون منهم الذين لعنهم بقوله:
 
« لعنتي عليكم وعلى أجيالكم »، ووصفهم بأنهم كالقبور المكلسة وأنهم أبناء الافاعي، ولكونه من روح الله وكون مملكته ليست
من هذا العالم، فقد واجه الحاكم الروماني بيلاطس النبطي بكل الحكمة وكل الهدوء وكل الشجاعة الكافية مما دفعه ليغسل يديه
من الحكم على هذا الصديق، فدفعه لثمار هذه الشجرة الغريبة المزروعة في ارض كنعان اذ قال: لتكن مشيئة الذي ارسلني. وكانت الجلجلة وكان الصلب وكانت القيامة وإذا برسل المسيح ينتشرون في العالم القديم يبشرون بالتعليم التي اقتبسوها من المعلم، وكانت انطاكيا من اهم المحطات التي انطلقوا منها الى العالم القديم مروراً باليونان وغيرها وصولاً الى روما، حيث وصلها بطرس مبشراً
بقيامة المسيح وعندما اكتشف أمره رفض ان يصلب ورأسه من فوق الصليب، وكان أن صلبوه بعكس طريقة صلب المعلم. بطرس هذا الذي بإيمانه انتصر على العالم وكانت كنيسته روما بعد انطاكيا كنيسته الاولى اذ نصب عليها أباً للمؤمنين المسيحيين في العالم.
واستمر ويستمر باباوات روما على كرسي بطرس منذ الفي عام. من هنا نتوجه الى قداسة بابا روما فرنسيس الاول لنقول له: شكراً أنك
اخترت سورية الحبيبة حبيبتك وستنتصر بشفاعتك على أعدائها وستدحرج الصخرة عن قبرها لتعلن أنها حيّة لا تموت، اذ ما من قوة في العالم تتمكن من محو هويتها او إلغاء شخصيتها. انها ابنة الحياة ولا تمكن إزالتها من هذا الوجود إلا بزوال الحياة نفسها
 
 
 
 

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net