Tahawolat
اكتشفت مفتاح  ما يجري في منطقتنا من خلال خبر قرأته  في 28-8-2012 جاء فيه ما يلي: «جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأكيده مشروع «القدس الكبرى» الذي طالما سعى لإنشائه، عبر إعلانه أمس أن كتلة «غوش عتصيون» الاستيطانية في جنوبي الضفة الغربية تشكل «جزءاً لا يتجزأ من القدس الكبرى» .
واختار نتنياهو مستوطنة «افرات» خلال افتتاح إحدى مدارسها مع بدء العام الدراسي ليؤكد أن «افرات وغوش عتصيون جزء لا يتجزأ، بل وأساسي ومفروغ منه من القدس الكبرى. فهما البوابتان الجنوبيتان للقدس وستبقيان دائماً جزءاً من دولة إسرائيل» .
وتقع «غوش عتصيون» التي أقيمت في أعقاب احتلال الضفة الغربية في العام 1967 في جنوبي غربي مدينة بيت لحم، وتتألف من 22 مستوطنة يعيش فيها حوالي سبعين ألف مستوطن.
وبحسب موقع «نيوز ـ 1» العبري فقد أعلن نتنياهو عن بدء مرحلة جديدة من عمليات البناء كي تكون الكتلة الاستيطانية جزءاً من «القدس الكبرى»، مؤكداً بقاء هذه التجمعات تحت السيطرة الإسرائيلية في الظروف كافة.
ويقع مشروع «القدس الكبرى» ضمن مخطط حزب نتنياهو اليميني الـ»ليكود»، وتمتد مساحته من مستوطنة «معاليه أدوميم» شرقاً حتى قرية الولجة غرباً، ومن حاجز قلنديا شمالاً حتى مستوطنات «عتصيون» جنوباً.
من جهته، أوضح مدير دائرة الخرائط في «جمعية الدراسات العربية» في القدس خليل تفكجي أن «القدس الكبرى ستشكل 10 في المئة من مساحة الضفة الغربية... حيث سيتم ضمّ 14 مستوطنة من كتلة غوش عتصيون الاستيطانية»، موضحاً أن «مساحة القدس تشكل حالياً 1,2 في المئة فقط من مساحة الضفة الغربية».
وشرح الخبير القانوني في شؤون القدس داني سايدمان أن نتنياهو حاول خلال ولايته الأولى (1996-1999) إضفاء طابع رسمي على مصطلح «القدس الكبرى»، حتى أنه «قدم مشروع قرار لمجلس الوزراء بإنشاء بلدية كبرى للقدس»، لكنه لم يطبق بالرغم من الموافقة عليه.
بدوره، دان المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة تصريحات نتنياهو معتبراً أنه «يشجع الاستيطان ويدعمه ويموله ويرعاه في الوقت الذي يجب أن يدعم السلام ويزيل أي عقبة في طريقه  «.
على صعيد آخر، هدد رئيس المعارضة الإسرائيلية ووزير الحرب السابق شاوول موفاز بالانتقام من قادة حركة حماس إذا تكرر استهداف الأراضي المحتلة في العام 1948 بالصواريخ.
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن موفاز قوله خلال جولة تفقدية قام بها صباح أمس إلى مستشفى بزلاي في عسقلان إن «حماس تحاول اختبارنا ومن هنا أوجه رسالة لقادتها، دماؤكم في رؤوسكم ستصفى إذا سقطت شعرة من شعر أبنائنا، السنة الدراسية ستفتح وواجبنا أن نكفل لأبناء الجنوب الأمن المطلوب “.
هذا الخبر هو دليل اضافي بان « اسرائيل» تعمل على تهويد فلسطين انطلاقا من فرض  «القدس الكبرى» عبر توسيع الاستيطان بالقوة . كما ان الخبر  كشف النفسية اليهودية الحاقدة التي تهدد وتتوعد بالقتل واراقة الدم الفلسطيني دون رقيب او حسيب  او اعتبار لحقوق انسان . كما ان الخبر فضح الضعف الفلسطيني الذي تخلى تدريجيا عن الكفاح المسلح واكتفي باصدار بيان او اطلاق العنان لتصريح  رفعا للعتب .  وفي الخبر غياب لاي موقف او رد فعل على امتداد العالم العربي من المحيط الى الخليج الغارق في  ربيعه العربي  والذي نسي المسألة الفلسطينية وادار ظهره لها مستظلا  الصمت العربي المميت .
من ابعاد الخبر ومدلولاته ان العدو الاسرائيلي منصرف الى بناء دولته اليهودية بدءا من فرض «القدس الكبرى»  بينما تعمل مع الولايات المتحدة والرجعية العربية على تعميم الفوضى المدمرة واذكاء الحروب الاهلية على امتداد سوريا الكبرى اولا ولا سيما في العراق والشام ولبنان وقريبا في الاردن فضلا عن فلسطين المحتلة والممزقة .
ما نشهده اليوم في بلاد المشرق حرب منظمة من نوع جديد تخطط بذكاء شرير تدمير المجتمع لمنع اي مقاومة او نهضة قادرة على مواجهة  «اسرائيل» . تفكيك المجتمع واغراقه في حروب اهلية للتقسيم والتجزئة والتفرقة هو الهدف المباشر لكل ما يحصل في بلاد الشام والرافدين من اجل الهاء المجتمع بذاته حتى تستكمل الدولة اليهودية قضم فلسطين بالتهويد والاستيطان واغراق محيط فلسطين بالفوضى والخراب .
هذا ما يخطط له العدو الاسرائيلي في السر والعلن . لكن رغم الصمت واليأس نقول مع سعادة ان فيكم قوة اذا فعلت غيرت وجه التاريخ .وهذه المقولة نجد تجلياتها في المقاومة والممانعة وحركة النهضة في بلادنا التي تخوض حرب وجود طويلة الامد وهي في هذا التحدي امام فرصة تاريخية لتجديد فعاليتها وتوحيد جهودها حتى تتحول الهزائم الى انتصارات .
مهما طال الزمن سيعود الفلسطيني الى بيته حاملا مفتاح العودة بيد ومعول البناء والنهضة والمقاومة باليد الاخرى.
 

آراء القراء

1
21 - 9 - 2012
يا رفيقي منصور، نقراْ كل يوم مئات المقالات تحلل مواضع الضعف في مجتمعنا ونتائجه. لكننا لم نطالع مقالا واحدا يطرح صاحبه برنامج عمل يعالج موضع الضعف ليصار حوله النقاشش وتحويله الى مشروع صالح للتنفيذ.

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net