Tahawolat
متى يحين للشعب اللبناني أن يقول لا،ومتى يصرخ في وجه أسياد الليالي أن يرحلوا ،ومتى يقف هذا الشعب مطالباً بحق تقرير المصير  هذه الأسئلة يجيب عنها الكاتب منصور عازار
الذي  يدعو الشعب لكي يتقدم ويتولى زمام بلاده
منذ البدء ، كان مطلوبآ من الشعب اللبناني ان يكون غائبآ ،مغيّبآ ، وفي كثير من الاحوال ،مجهول الاقامة السياسية .
  منذ البدايات السياسية للكيان اللبناني ،كان مفروضآ ،عنوة وخفية ،
تجهيل النخبة الواعية ، واستبدالها بنخب طائفية ، تستطيع ان تعقد صفقة المشاركة ، والمناصفة ، والمبايعة ،وقادرة على اقناع الشعب المغيب ، والمسلوب كل ارادة ، ان الوطن بخير ، وأن المستقبل يقوم على هذا
الصدق المشترك ،بين الطائفة وزعمائها .
  منذ كان هذا الوطن الحبيب ، والشعب اللبناني ملزم بأن يسجل اقامته
في دفتر الطائفية ، ولا يسمح له ،الا لمامآ ، بأن يخرج عن صراط الطائفية  "" المستقيم "".
  وكانت الاحداث تتوالى ، والازمات تتفاقم ، حتى صار لبنان على ايدي الذين حضروا ولادته وتنشئته وتربيته وشبابه وشيخوخته الباكرة ، وما قبل موته خريطة مبعثرة ، وأملا شبه مستحيل ، ومستقبلا يشبه كثيراً ، في مآسيه المنظورة، الماضي في آلامه التي لم تجد اعظم من اللبنانيين ، كشعب ، في تحملها وفي الصبر عليها .
 وبعد كل ذلك ، وبعد حرب داحس الطوائف ، التي لم تتوقف على حافة امل بالخلاص ، ما زال الذين قادونا الى الهلاك ، يدّعون انهم يملكون مفاتيح جنة الوطن ... ولكننا نقول انهم يملكون مفاتيح جنون الوطن .
الى هؤلاء الذين يتحركون في كل الاتجاهات ، " لحل " مشكلة لبنان ، التي رعوها منذ الصغر حتى صارت اظافرها في لحم اعناق اللبنانيين ، الى هؤلاء الذين هم من نخبة القيادات الطائفية ، الذين يدورن بحثآ عن طاولة يجلسون عليها كي لا يتفقوا ، الا كما تقتضيه مصلحة طوائفهم ... الى هؤلاء الذين يعانون صبحاً وظهراً ومساءً وفي آخر آناء الليل ، انهم مع
وحدة لبنان ، وانهم ضد التقسيم ، وانهم ...ويضيفون الى اعلانهم الجريء كل " طموحات " الطوائف التي يدّعون او يودون احتكار تمثيلها ، الى كل هؤلاء نقول : متى يحين دور الشعب اللبناني في ان يقول كلمته ؟
  متى يحين للشعب اللبناني  ، الذي عليه بني صرح الاستقلال ، الذي جعله الطائفيون اعرج ، كلما وقعت احدى عكازتيه ، دفع اللبنانيون من تعبهم وعرقهم ودموعهم واجسادهم ثمن اصلاح الكسور التي اصابت جسم الوطن   متى يحين لهذا الشعب ان يقول لا ؟
متى يسمح للشعب اللبناني الذي زجّوه في الحروب المتعاقبة غصباً عنه اولا ثم اقنعوه بها ثانياً ، بكل الوسائل " الديمقراطية طبعاً " كي يصبح هو دفعاً
لها ، وافرازاً منها ...متى يسمح له أن يرفع حاجبيه رفضاً ؟
  ومتى يسمح له ان يصرخ : اما آن لآسياد الليالي أن يرحلوا ؟ اما آن لهذه البلية ، التي قدسوها فسدّت الآفاق والمدى ، أن تعلن انها موجودة ، وان لها
صوتاً نشازاً عن معزوفة الحروب وآلاتها الدموية ، وأن هذا الصوت هو صوت اللبنانيين الحقيقي ؟
 أسئلة كثيرة ، ولكن لعل أبرزها هو : هل يحق للبنانيين ،لجميع اللبنانيين
مقيمين ومغتربين ، ان يطالبوا بحق تقرير المصير ؟
نعم ... هذا المبدأ المكّرس المقدس ، نحن نعلن ان لهذا الشعب ، حقاً في الدعوة اليه وفي تحقيقه ... مهما طال الزمن .
  فتقرير مصير لبنان الماضي ، صنعته الارادات الطائفية والاقطاعية والسياسية الصغيرة .،  وتقرير مصير لبنان المستقبل ، يجب أن يكون حكراً على الذين لم يشاركوا في تدمير الهيكل الذي بنوه فوق اكتاف الشعب اللبناني ...وتقرير المصير للبنان الغد ، معركة طويلة ، يجب ان تحشد لها كل الطاقات الفكرية والعلمية والثقافية والمادية والسياسية اللاطائفية ، لإعادة بناء لبنان الجديد ، كما يريده اللبنانيون ، وليس كما يريده الذين نصبوا انفسهم آلهة صغيرة ،الا بدوائهم الذي هو الداء بعينه ...:
 لبنان ليس طائفياً ، او توزيعاً  "عادلا "  او غير عادل بين الطوائف .
  ليس اقطاعياً سياسياً ، يتوارثه الآبناء عن الآباء والآجداد ويورثونه للآحفاد .
  وليس تابعاً كأعمى ، تقرر مصيره الارادات الداخلية المفروضة ،
  والارادات الخارجية " المقروضة "
وليس مذبحاً يضحي فيه كل يوم ، قربان الشعب ، لتشبع آلهة الأصنام
 الجاهلية ...
  اللبنانيون حاضرون ...
  وسيعلنون عن حضورهم ، مهما طال زمن تغيبهم ...
  وسيسيجون وطنهم بزنودهم ، ويعيدون اليه ، جوهرته التي سرقها
  منه سحرة السياسة وحواتها . ومن يعش  يرّ .... 

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net