Tahawolat


اللوحة: جون كوليير - عرافة دِلْفَيْ – 1891



صورة على جدار مسرح الفنون الحديثة


ليتني متُّ يومَها.

غارقةٌ بالدماءْ.

عينايَ ثابتتانِ في الهواءْ.

لكانَ بيتي متحفاً. يزورُهُ الغرباءْ.


زاحفةٌ كانتْ. يقولونَ.

إلى أينْ؟

هنالكَ. ربما.

يشيرونَ إلى الحائطِ.

كانتْ صورةٌ معلقةٌ على الجدارْ.


من ثم أنفضُ عني الغبارْ.

أقفزُ من نافذةْ.

وأمضي إلى حيثُ يأتي المساءْ.

وأمشي. ألاقيهِ في موعدٍ.

أسكنُ في الليلِ أحلامَهُ الخاطفةْ.

أوزّعُ منها لروادِ مقهى قصاصاتَ

من ورقٍ مخملي. أذكرُ منهمْ

عيوناً تحدقُ بالحائطِ.

ماذا فعلتِ؟ هل كانَ يومُكِ حلواً؟


نعمْ. كانَ نهاراً جميلاً.

كنتُ على الأرضِ في غرفتي.

صورةٌ ساقطةْ.


لكنني لمْ أمتْ. وبيتيَ مقفلْ.

في الليل أنظرُ للحائطِ.

أسودَ كالهاويةْ. وأسقطُ منها.

إلى حيثُ يأتي النهارْ.

في غرفتي صورةٌ فارغةْ.

عيونٌ تحدقُ في الزاوية.

وأطعنُ صدري بسكينْ.

فتهوي إليَّ العيونُ.

ويأتي الصراخُ:

ممثلةٌ رائعةْ.

وأيدٍ تصفقُ:

تتقنُ أدوارَها البارعةْ.

وأهوي بدوري إلى الصورةِ الساقطةْ.

وأنظرُ لِلَّونِ أحمرَ يخضَبُّ حولي.

وأزحفُ.

خدّي على الأرضْ.

وعينٌ ترفُّ بإغماضةٍ.

وعينٌ تحدقُ للحلمِ الزاحفِ

على السّحنةِ القانيةْ.

يسيلُ أمامي إلى الصورةِ الداميةْ.






آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net