Tahawolat
في جزء ثالث يتابع الأب سهيل قاشا مسار "الفكر السرياني وأثره في الفكر العربي الإسلامي"، مستعرضاً تقدم العلوم اللاهوتيّة بالعربيّة، وتنظيم الطب وتقدم أبحاثه، وتأسيس علم الفلك وأزياجه ومراصده، وازدهار الموسيقا بحثاً وعزفاً، ليخلص إلى مسؤولية استمرار الكشف عن كنوز الحضارة السريانية ولقاحها الإبداعي في الفكر العربي الإسلامي.
(تحولات)
 
 
 العلوم اللاهوتيّة بالعربيّة
ولم يقتصر اهتمام السريان بالترجمة ولا سيّما ترجمة فلسفة اليونان بل تعدّاه إلى اللاهوت الذي كتبه آباء الكنيسة بالسريانيّة فعرّبوه ليكون جاهزاً وواضحاً أمام إخوانهم النصارى العرب وممّن اهتمّ بهذا المجال نكتفي بذكر أسمائهم:
 أبي الحسن عيسى بن حكم المسيحيّ الدمشقيّ، والراهب هارون بن عزور وأبي زكريا يحيى ابن البطريق، ويوسف بن إبراهيم الحابس ابن داية، وجاثليق النساطرة تيموتاوس الكبير (+823) الذي بالإضافة إلى ترجمته لكتاب أرسطو في الشعر له محاورة معروفة مع الخليفة المهدي حول العقائد النصرانيّة وموقف النصارى تجاه الإسلام. حول هذا الجاثليق نرى صديقه أبا نوح ابن الصلت الأنباري وكاتبه أبا الفضل علي ابن ربان النصرانيّ وخليفته على كرسي الجثلقة يشوع بن نون وكلّهم من الكتبة المبدعين.
 
 وأمّا حبيب بن بهريز فكان أولاً أسقفاً على حران ثمّ انتقل إلى كرسي الموصل، وعاش في زمن المأمون، ولهذا الخليفة عرّب كتباً في المنطق والفلسفة واللاهوت، وللأسف حبيب بن بهريز له نظريات عدّة قريبة من الإسلام.
 وفثيون بن أيوب الترجمان الشامي نقل إلى العربيّة بعض الأسفار المقدّسة وعاش في بغداد في نصف القرن التاسع الميلاديّ، وكانت تربطه صداقة حميمة بعبد الله بن كلاب، كما أخبر ابن النديم.
 
 وإذا كان الجاثليق يوحنا بن عيسى ابن الأعرج [68] (+905) لم يترك أثراً في كتب المؤلّفين المسلمين، رغم كونه كاتباً كنسياً مشهوراً في عالم الفقه، فإنّ أبا بشر متى بن يونس ينعم بشهرة نادرة. حكى عنه القفطي قال: "عالم بالمنطق… وعلى كتبه وشروحه اعتماد أهل هذا الشأن في عصره". وقد شهد عنه ابن النديم فقال: "إليه انتهت رئاسة المنطقيّين في عصره". وهو من أكابر شرّاح الفلسفة الأرسطيّة. تعلّم في مدرسة مار ماري في دير قني حيث كانت تدرس علوم المنطق والنحو والشعر والهندسة والفلك والطبّ والفلسفة وعلوم الدين باللغة العربيّة إلى جانب اللغتين السريانيّة واليونانيّة.
 
 وفي القرن العاشر والحادي عشر قام بين النساطرة أساقفة عديدون الّفوا أو عرّبوا كتباً هامّة خلدت أسماءهم وهم جرجس مطروبوليط الموصل وإسرائيل أسقف كشكر وإيليا الأول الجاثليق [75] (+1049) وخصوصاً إيليا مطران نصيبين (1046) صديق أبي القاسم الحسين بن علي المغربي وله معه مجالس مشهورة، ولمطران نصيبين مؤلّفات كثيرة في العقائد الدينيّة والتاريخ والأخلاقيات والفقه واللغة السريانيّة والعربيّة.
 ولا نغفل عن ذكر الراهب قورياقوس بن زكريا الحرّاني وجبرائيل بن نوح وعيسى بن علي النصرانيّ صاحب قاموس سريانيّ - عربي، وابي الحكيم يوسف بن البحيري من ميافرقين وبشر بن السري الدمشقي مفسّر الكتب المقدّسة.
 أمّا أبو الفرج عبد الله بن الطيب فكان من الرجال البارزين في عصره وبين قومه فهو الفيلسوف والطبيب والقسّ الذي شغل منصب كاتب الجاثليق أيام يوحنا بن نازوك (+1022) وتوفي سنة 1043 إليك ما كتب عنه القفطي: "فيلسوف فاضل مطلع على كتب الأوائل وأقاويلهم، مجتهد في البحث والتفتيش… قد أحيى من هذه العلوم (أي فلسفة أرسطوطاليس وطب جالينوس) ما دثر وأبان منها ما خفي… وشيخنا أبو الفرج عبد الله بن الطيّب بقي عشرين سنة في تفسير ما بعد الطبيعة ومرض من الفكر فيه مرضه كاد يلفظ نفسه فيها…". فهذا الذي قدم شروحاً قيّمة لكتب أرسطوطاليس وفرفوريوس الصوري وجالينوس وأبقراط اهتمّ أيضاً بتفسير الكتب المقدّسة النصرانيّة بأجمعها، كما أنّ له كتباً عقائديّة وأخلاقيّة وفقهيّة عدّة، قسم منها نشره علماء أوربيون، وقسم ما زال طيّ المخطوطات.
 
 هؤلاء هم المؤلّفون النساطرة وقد كانوا من نخبة القوم علمياً واجتماعيّاً عصر ذاك.
 أما اليعاقبة فقد برز منهم بالحقبة ذاتها مفكّرون كبار يتقدّمهم أبو رائطة حبيب بن خدمة التكريتي، المعاصر لأبي قرّة أسقف حرّان وطيموثاوس الكبير الجاثليق له رسائل دينيّة عدّة نشرها العالم جورج غراف مع ترجمة ألمانيّة وقد اهتمّ بتربية نسبيّة نونّوس رئيس شمامسة نصيبين الذي ألّف تفسيراً لإنجيل مار يوحنّا، ما عدا كتاباته باللغة السريانيّة، أشهر منه كان عبد المسيح ابن ناعمة الحمصي معرّب المغالطات السفسطائيّة والسماع الطبيعيّ لأرسطو والكتاب المنحول (إيثولوجيا).
 وبعد أن نذكر ذكراً عابراً موسى بن الحجر، صاحب التفاسير الكتابيّة الخطب الدينيّة ومعاصره يوحنا الداراني وله مقالة عن الشياطين وكتاب في الكهنوت، نصل إلى قمّة الفكر النصرانيّ أعني يحيى بن عدي التكريتي نزيل بغداد (+974) أعطى القفطي لائحة كتبه الفلسفيّة وأهمل كتبه اللاهوتيّة المسيحيّة. ومن تلاميذه الفيلسوف فرج بن جرجس ابن أفريم اليعقوبيّ، وأبو الخير الحسين ابن السوار، وأشهرهم أبو علي عيسى ابن اسحق ابن زرعة (+1008): "أحد المتقدّمين في علم المنطق والفلسفة" [90] وتلميذه أبو نصر يحيى ابن جرير التكريتي (+1080) كان كثير الإطّلاع في العلوم وذا فضل في صناعة الطبّ. وله كتب في الطبّ وعلم النجوم ذكرها ابن أبي أصيبعة وكتاب المرشد وهو مختصر مفيد لأهمّ العقائد المسيحيّة.
 
تميّز في الطب
وما دمنا في صدد الطبّ فإنّ السريان اهتمّوا به وأشادوا قبل الإسلام المستشفيات في العراق وأقاموا المدارس الطبيّة واعتنوا بصناعة الأدوية.
 ولما جاء الإسلام اهتمّ الخلفاء عامّة برعاية الطبّ والأطباء قبل غيره من العلوم. ففي العصر الأموي استخدم الخلفاء الأطباء السريان والمسيحيّين في بلاطاتهم وقصورهم، ومن هؤلاء ابن آثال وكان طبيباً لمعاوية بن أبي سفيان، ويقول ابن أبي أصيبعة (168هـ/1270م): إنّ الخليفة عمر بن عبد العزيز أمر بنشر كتاب الطبّ الشرعيّ الذي نقله إلى العربيّة متطبّب البصرة ماسرجويه في عهد الخليفة مروان بن الحكم، وقد وجده في خزائن الكتب بالشام.
 ومن أشهر أطباء السريان في العراق في العهد الأموي تثاذوق، وكان طبيباً فاضلاً وله نوادر في صناعة الطبّ، وكان مشهوراً عند الأمويّين بالطبّ، صحب الحجّاج الثقفي في العراق، وخدمه بصناعة الطبّ، وكان الحجّاج يعتمد عليه ويثق بمداواته، ولتثاذوق من الكتب كناش كبير ألّفه لابنه، وكتاب إبدال الأدوية وكيفيّة صنعها وإذابتها، وشيء من تفسير أسماء الأدوية.
 وقد دأب خلفاء بني أميّة على رعاية الأطباء وتشجيع دراسة الطبّ، فأنشأوا لأجل ذلك المستشفيات لمعالجة المرضى من الناس، وأول مستشفى شاده الخليفة الوليد بن عبد الملك سنة 88هـ لمعالجة المجذومين، كما اتّخذوا لأنفسهم الأطباء من المسيحيّين العرب والسريان للإشراف على علاجهم.
 وفي العصر العبّاسي أكثر الخلفاء من إنشاء المستشفيات واختاروا لها الأماكن التي تمتاز بالهدوء والهواء النقيّ والماء الصافي. وجعلوا فيها أماكن خاصّة للرجال وأخرى للنساء وخصّصوا لكلّ مرض قاعات خاصّة ووضعوا للإشراف عليها أطبّاء متخصّصين، ومن أشهر المستشفيات تلك مستشفى العميان الذي أنشأه المنصور، ومستشفى الرشيد التي أنشأها سنة 170هـ ومستشفى علي ابن عيسى الوزير، وأخذ الخلفاء فيما بعد ينشئون المستشفيات بأسمائهم لعلاج العامّة، ويوقفون لها الأموال الطائلة، ويشرفون أحياناً بأنفسهم على رعايتها فكان الأطباء والصيادلة خاضعين للامتحان ليحصلوا على إجازة التطبّب، وكان بكلّ مدينة مفتّش خاصّ للصيدليات وتحضير الأدوية.
 ومن أبرز الأسر المسيحيّة التي اشتهرت بالطبّ وبقي أحفادها يتوارثون معالجة خلفاء بني العبّاس هي أسرة بختيشوع التي سبق وأشرنا إليها وإلى خدماتها في مجاليَ الطبّ والترجمة.
 كما اشتهر الطبيب عيسى بن شهلا وهو تلميذ جورجيس بن جبرائيل وكان من أطباء المنصور. ومن أطباء المهدي أو قريش ويعرف بعيسى الصيدلاني ولم يذكر في جملة الأطباء لأنّه كان ماهراً بصناعة الأدوية.
 ومن أطباء الهادي المتطبّب الطيفوري نقل له حنين كتباً عدّة في الطبّ وكان أحظى الناس عند الهادي. ومن الأطباء الكحالين جبرائيل الكحّال وقد اختصّ بخدمة الرشيد وكانت وظيفته في كلّ شهر ألف درهم. ووضعه المأمون رئيساً لبيت الحكمة. وله مقالة في الحميات أصبحت المعوّل عليها في دراسة الأمراض. ونقلت إلى اللاتينيّة والعبريّة. ويذكر ابن جلجل (348هـ/ 994م): إنّ له ثلاثين كتاباً منها كتاب البرهان وكتاب الكمال والتمام وكتاب في الفصد والحجامة وفي الأدوية والجذام والأغذية وفي علاج المعدة وفي الطب النسائيّ وتركيب الأدوية.
 واشتهر منهم ماسويه بن يوحنا وقد رأس مدرسة الطبّ في بغداد وله مترجمات ومؤلّفات، ويوحنا بن ماسويه الذي اشتهر بالطبّ والصيدلة واستخصّه المأمون لمهارته.
 وكان سلمويه بن بنان طبيب المعتصم، وقد قرّبه إليه، وكان يردّ إلى الدواوين توقيعات المعتصم في السجلاّت وغيرها بخطّه، وكان كلّ ما يرد على الأمراء والقوّاد من خروج أمر وتوقيع من حضرة أمير المؤمنين فبخطّ سلمويه. ولما مرض سلمويه بعث المعتصم ابنه لزيارته. ولمّا مات أمر بأن تحضر جنازته إلى القصر، وأن يُصلّى عليه بالشموع والبخور جرياً على عادة المسيحيّين، وامتنع المعتصم يوم موته عن أكل الطعام. وقال المعتصم سألحق به لأنّه كان يُمسك حياتي ويدبّر جسمي وله عشر مقالات في طبّ العين وفي الأغذية وفي تدبير الناقهين وفي الأدوية.
 
 ومن الأطباء المشهورين أيضاً حنين بن اسحق وابن أخته حبيش بن الأعسم وابنه اسحق الذي قال فيه ابن القفطي إّنه كان أبو يعقوب النصرانيّ في منزلة أبيه في الفضل وصحّة النقل من اللغة اليونانيّة والسريانيّة وكان فصيحاً يزيد على أبيه في ذلك.
 
 وألّف السريان كتباً طبيّة بالعربيّة وهم إبراهيم بن باكوس ويحيى بن عدي وعيسى بن زرعة والبيرودي والفضل بن جرير ويحيى بن جرير، وقسطا بن لوقا وكان حاذقاً في الطبّ والفلسفة والتنجيم والهندسة والحساب وله تآليف في الطبّ منها الفرق بين النفس والروح وكتاب بين الحيوان والناطق والصامت وكتاب في غلبة الدم.
 وقد لازم هؤلاء الأطباء الخلفاء في قصورهم ويجلسون إلى موائد طعامهم ويسامرونهم ويرافقونهم في أسفارهم وحروبهم.
 
علوم الفلك   
ولقد اهتمّ السريان بعض الشيء بدراسة علم الفلك وعلم التنجيم لأنّها تصلح فيما يعمّ من الكسوفات وتغيير الازمنة والحرّ والبرد وغير ذلك ممّا يتعلّق بقرب الشمس وبعدها واتّصال القمر بالكواكب ويتعلّق هذا العلم بالحساب وعلم الهيئة. ومن أوائل المنجّمين في أيام المهدي توفيل بن توما الرهاوي. وفي عهد المأمون حبش الحاسب المروزي وله ثلاثة أزياج، أولها المؤلّف على مذهب السندهند، والثاني الممتحن، والثالث الزيج الصغير المعروف بالشاه.
 
الموسيقا
ولم يقتصر السريان في تراثهم على الحياة العلميّة والفلسفيّة واللاهوتيّة إنّما تعدّاه إلى الموسيقى والغناء ويرجع ذلك إلى أنّ الموسيقى جزء من الطقوس الدينيّة، وكانوا يطلقون عليها الموسيقى الكنسيّة، فقد استعملوا آلات الطرب في ألحانهم الدينيّة، ووضع أدباؤهم أناشيد البيع ونظموا الموشّحات الموزونة والمضبوطة القياس فضلاً عن الطقوس الأخرى التي تتلى صباحاً ومساءً في الكنائس ذات الأنغام الشجيّة والتي نسمّيها الليتورجيات على غرار النافورات والحسابات والقالات وغيرها.
 
 ولم يقتصر استعمال الموسيقى للأغراض الدينيّة فقد استعملها نصارى الحيرة في أعراسهم ومجالسهم ومآدبهم وشملت فيما بعد نصارى جميع العراق، فاستعملوا الطبول والدفوف والصنج والجلاجل والأبواق والنواقيس واقتبسوا من البيزنطيّين الأرغن والبريط، والسنطور والقانون والقيثارة وأخذوا من الحجازيّين المزهر والمعزف والقصبة.
 
الأدب  
ولو أضفنا إلى هذه التركة العلميّة الغزيرة تراث السريان الأدبيّ لوجدنا غنى كبيراً ومكتبة ضخمة تحوي من لآلئ النظم الشعري والنثر الكتابيّ قلائد منيرة، إذ برز منهم الشعراء العظام كأفرام السريانيّ ويعقوب السروجيّ واسحق الرهاوي وغيرهم كثيرون. وقد قام الرهبان بالدرجة الأولى بهذا المجهود فقد تركوا هذه الكتب في مكتبات البيع والأديرة بالإضافة إلى الكتب التي ألّفوها وترجموها في سير الآباء والشهداء والرسائل والمساجلات الأدبيّة. وقد أحصى الأب يوحنّا شابو المستشرق الفرنسيّ كتب المسيحيّين سواء كانت دينيّة أو علميّة أو أدبيّة والتي كانت في البيع والأديرة حوالي نيف وثلاثة آلاف في سبع خزائن من مكتبات أوروبا. وقد امتازت هذه الكتب بنقوشها وزخارفها وخطوطها الرائعة.
 
خلاصة
نخلص إلى الاستنتاج ممّا تقدّم أن وجه الحضارة العربيّة الكامل لم ينجل بعد، فإذا كان التراث العربيّ ناصعاً فالملامح السريانيّة تنبئ غنىً حضاريّ لا يستهان به. فالسريان وقد ترجموا أكبر قسم من الكتبة اليونانيّين والسريان والأقباط والملكيّين الذين تقدّموهم أضافوا على هذا التراث من وحي أقلامهم حتى أضحت مؤلّفاته من العناصر الأساسيّة التي ساعدت على خلق الحضارة العربيّة. فهذه لا تبدو لعين الباحث كصورة تعلق على الحائط فتزيّنه وترمق بنظرة واحدة، إنّها لعمري أشبه بتمثال رائع يجتذب المتأمّل والباحث حتى يستجلي ملامحه من كلّ جهاته. فالتراث السريانيّ يكمل التراث العربيّ وكلاهما لا ينبذان حضارياً الشعوب الأخرى التي ساهمت بخلق الفكر العربيّ هذا الفكر الذي يرتفع حتى ينصبّ في خضمّ الحضارة الإنسانيّة الشاملة.
 وأخيراً نرجو لهذا الفكر بتراثه العربيّ والسريانيّ أن ينتشر أصيلاً ليعطي ثماراً يانعة للأمّة العزيزة والوطن الحبيب، خاصة أن القيادة السياسية الحكيمة كرمت هذا الفكر إذ منحت الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية، وبذلك أتاحت الفرصة للطاقات والقابليات أن تنطلق لتعمل جاهدة في سبيل بعث الحضارة من جديد وخلق مجتمع أفضل من خلال مجمع اللغة السريانية التي أنشأته لهذه الغاية النبيلة.

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net