Tahawolat
ان تسارع وتيرة الأحداث في بلادنا، من تطورات الوضع المآساوي في الشام الى التفجيرات الأكثر مآساوية في العراق، مروراً بحالة اللا استقرار التي يعيشها لبنان والتي ترقى الى مستوى الحرب النفسية التي أرهقت اللبنانيين وأدت الى حالة من الجمود على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وصولاً الى خطورة ما يجري في فلسطين من تهويد للأرض وبناء المستوطنات وتهديد المعالم الدينية من مسيحية ومحمدية بالهدم والتدمير الممنهج وسط حالة من فقدان التوازن الداخلي على مستوى أمتنا وحالة من الصمت المريب والمُخجِل في آن في عالمنا العربي والاسلامي.
في ظل كل هذه التداعيات التي نعيشها يومياً، ثمة أسئلة تطفو على السطح حول المستقبل والمصير واتجاهات المستقبل؟
أسئلة تمتلك مشروعيتها في ظل حجم المخاطر وهول الأحداث التي نعيش وقائعها اليومية بكل مآساويتها وسوداويتها وقساوتها وآثارها على الانسان حاضراً ومستقبلاً....
أسئلة تتناسل وتتشعب في الزمان والمكان،  لتفرض على كاهلنا تحديات الاستجابة والاجابة لمضامين التحديات التي تطرحها....
فالأسئلة ليست الا بداية الطريق على مستوى العقل والفعل لايجاد الحلول وتلمس طريق الخلاص من هذا المستنقع الآسن الذي نتخبط فيه....
ماذا بعد؟؟؟ سؤال محوري مركزي يقفز الى الذهن... معطوفاً على سؤال موجبات العمل باتجاه الانعتاق من هذه المساحة المظلمة وتلمس الطريق الى نهاية النفق...
بالرغم من كل سوداوية الصورة، الا أن قراءة موضوعية وذاتية معمقة لخارطة توزع القوى على مساحة الصراع الأساسية وعلى امتداداتها الاقليمية والدولية، تجعلنا أكثر ثقة بأننا نمتلك عناصر قوة لا بد من ترتيبها وتصنيفها وتنظيمها وتوظيفها في معركة الحفاظ على الوجود.
بالطبع، ثمة مخاطر حقيقية ما تزال حتى اللحظة تتهددنا، وثمة تهديدات واقعية لا بد من جبهها والتصدي لها...الا أن الرهان الأساسي معقودٌ علينا شعباً ومجتمعاً وأمةً وبنىً سياسية واقتصادية واجتماعية، وقوى حية لا بد في النهاية أن تأخذ زمام المبادرة وتقلب كل الموازين والمعادلات الستاتيكية، وأن تعبّرَ تعبيراً أصيلاً وأميناً عن الدينامية الحقيقية التي يختزنها هذا الشعب بكل مكوناته...
ان قدرة انساننا على المقاومة هائلة، وأحداث العقود الأخيرة منذ نكبة فلسطين الى يومنا هذا ، شاهدٌ حي على هذه القدرة على الصمود واستيعاب الضربات والصدمات والنكسات، بيد أن السؤال الذي يرتسم اليوم في الأذهان يتصل بتوقيت الانتقال من حالة الدفاع الى الهجوم المعاكس لتحقيق الانجازات الايجابية على مستوى دحر المؤامرة، وافشال الخطط المعادية، وفرض خططنا ومشاريعنا ورؤيتنا وأحلامنا في الواقع المرتجى لهذه الأمة...
لا يكفي رصد مخططات الأعداء...حان الوقت لوضع مخططات البناء والانشاء والتعمير الذاتية التي نطرحها نحن  على أنفسنا وعلى شعبنا من أجل بناء الدولة  والمجتمع وقبل كل شيئ "الانسان"...
أما خارطة الطريق فواضحة ...المقاومة أولاً...أي بناء المجتمع المقاوم على قواعد وطنية واضحة، وتزخيم الفعل المقاوم ورفد حركات المقاومة بكل مقومات الانتصار ...وكذلك ايلاء الاصلاح الأهمية القصوى...واعادة طرح البرامج الاصلاحية الشاملة في السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة والتربية على قواعد ومرتكزات الانتماء الوطني والقومي المدني...والدفاع عن هذه البرامج وتفعيلها في كل مستويات الممكن...
وايجاد الأطر الملائمة لقيادة المرحلة حاضراً ومستقبلاً...كي لا تتجاوزنا الأحداث...
 
 
 
 
 

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net