Tahawolat

بعد سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي، اعتقدت الدول الغربية أنها قضت على الإيديولوجية الشيوعية، وأصبحت بمنأى عن أي تهديد. ولم يكن في حسبانها في أي يوم أنها ستواجه تهديدا جديدا لكيانها يتمثل في إرهاب الأصولية الدينية، وخصوصاً العنفية والدموية الطابع.
  وشكل ما عُرف بالقنابل البشرية، السمة الغالبة لمطلع القرن الواحد والعشرين. وتسابقت وسائل الإعلام في نقل هذه الظواهر وفي بثها لجدتها وغرابتها، لعنفها وللقدر الكبير من المشاهدية فيها. وبرزت أسماء ومنظمات جديدة باتت هي التي تصنع الحدث الإخباري. ووجدت وسائل الإعلام نفسها أمام توازن دقيق بين نقل الأخبار من جهة، وبين مراعاة ضرورات الأمن من جهة ثانية. وباتت مكافحة التطرف الشغل الشاغل للدول.
  والأعمال الإرهابية هي تلك التي تثير مشاعر الرعب والخوف والفوضى بين الجمهور، معتمدة في انتشارها بشكل كبير، على الصور والرسائل الإعلامية عن الأعمال وعن التهديدات الإرهابية. والانتشار الواسع لوسائل الإعلام على نطاق عالمي، إضافة إلى سرعتها وآنيتها، شموليتها وتفاعليتها،  يكثّف من هذه الآثار بشكل غير متناسب.
   والعمل الإرهابي هو في المقام الأول إجرامي. ولا يمكن تبريره بالعامل الديني أو العرقي أو الجغرافي.
  الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب الصادرة عن مجلسي وزراء الداخلية والعدل العرب في القاهرة بتاريخ1988/4/22 ، عرّفت الإرهاب بأنه «كل فعل من أفعال العنف، أو التهديد به، أياً كانت بواعثه أو أغراضه، يقع تنفيذاً لمشروع إجرامي فردي أو جماعي، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر، أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة، أو احتلالها أو الاستيلاء عليها او تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر.»
  تعريف لجنة القانون الدولي في الأمم المتحدة في العام  1988جاء عاماً. فقد اعتبرت المادة الأولى منه «الأعمال الإرهابية هي الأفعال الإجرامية الموجهة ضد دولة أخرى أو سكان دولة ما والتي من شأنها إثارة الرعب لدى شخصيات أو مجموعات من الأشخاص أو لدى الجمهور».
  ثم أصدر مجلس الأمن قراره رقم 1377 بتاريخ 12/11/2001، الذي أعاد تأكيد إدانته للأعمال الإرهابية.
  وما زاد من ضراوة الأعمال الإرهابية، أنها لم تعد مقتصرة على المعنى الجنائي المتعارف عليه. فقد باتت عملاً منظماً يستخدم بإتقان التكنولوجيا الحديثة، والعمليات المصرفية، صنع المتفجرات واستخدامها، التمويه والاختيار المميّز لضحاياه.

 أنواع الإرهاب، مكوّناته وأهدافه

  هناك الإرهاب ضد الأشخاص، من اغتيالات وخطف وسوى ذلك؛ وضد الممتلكات الخاصة والعامة، بما في ذلك الطيران المدني؛ الجرائم العنصرية والمصرفية ولا سيما الحاسوبية.
  ويفترض بداية معرفة هيكليات الإرهاب، دوافعه، استراتيجياته وأهدافه. عندها فقط يمكن أن تبدأ المكافحة الفعلية للإرهاب وفق إستراتيجية ملائمة لكل عدو.
والإرهاب يعرف كيف يضبط إيقاع التواصل: فهو يختار بعناية الضحية، وقت التنفيذ، الظرف المحلّي والعالمي، الإعلان عن مطالبه، تبريرها، تنفيذ تهديده، و...»اعادة انتشاره» إذا لزم الامر. وأصبح كل ذلك يتم من خلال أشرطة أو أسطوانات مدمجة. وهذا ما يسمّى البرمجة الإعلامية (Media planning).

ثورة الاتصالات

أفادت ثورة الاتصالات مما لا شك فيه الإرهاب. لقد حظي الهجوم الإرهابي الذي وقع في 11 أيلول 2001، في الولايات المتحدة الأميركية ببث مباشر على شاشات التلفزيون، مما أعطى بعداً جديداً لتأثير وسائل الإعلام على المجتمع. وتؤمّن وسائل الإعلام العصرية لكلّ اعتداء «موجة صدم» تتجاوز الضرر المادي المباشر.

الإرهاب ووسائل الإعلام

لم يحدث عمل إرهابي، على ما يبدو، قبل أن يتساءل فيه الفاعلون عن كيفية التعاطي معه. فارتكاب الفعل اندرج ضمن ردود الفعل التي سيثيرها في الرأي العام. وقد ابتكرت المنظّمات الإرهابية أسلوبًا صحافيًا يقوم على:
1- القَسَم المتلفز
2- عرض للتدريبات على استخدام السلاح بهدف استقطاب المتطوّعين في صفوفهم.
3- الإعدامات المصوّرة لإثارة الرعب في نفس الخصم.
  في 7 أكتوبر 2001 بداية الحرب على أفغانستان. قناة الجزيرة تذيع أول كاسيت سابقة التسجيل لزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن. واستطاع شخص قابع في مغارة، الانتصار إعلاميًا على البلد الأول عالميًا في الإعلام، كالولايات المتحدة الأميركية.
  لا يرمي الإرهاب إلى قتل العدد الأكبر من الناس، بل إلى إسماع العدد الأكبر منهم والوصول اليهم.
إن خطر ما يوفره الإعلام للإرهاب هو أن تنظيماته التي كانت محلية أصبح لها بفعل الإعلام فروعًا في الخارج.

فائدة بثّ الشريط...

  تساعد أفلام الفيديو عن المختَطَفين في التعرّف على الضحايا، واعطاء صورة عن خلفية الحدث نفسه، ووصفاً للجماعات المعنية، أو لمحة عامة عن الوضع والبيئة الثقافية. وتكون أداة مفيدة للحكومات للتفاوض على إطلاق سراح الاسرى أو إنقاذ حياتهم. والتغطية الإعلامية تساعد في بث رسائل التأييد والاستنكار وخلق مظاهر التضامن الدولي الذي في بعض الحالات، قد يساعد على إيجاد حل إيجابي للمأساة.
  إذا كانت حياة الرهينة في خطر، من المفضّل أن يُمارَس ضبط النفس والتخلي عن البث لئلا نُطلع المختطفين على ما يحدث في الخارج.
دور الصحافيين والصحيفة
  من المهم أن ندرك أن المسؤولية تقع على الصحافيين في النتائج المترتبة على استخدام الصور ذات الصلة بالإرهاب وتوزيعها. هذه المسؤولية يجب أن تُمارس لتجنّب:
  أ) تعزيز أهداف الإرهابيين من خلال الصور المروّعة.
ب) مس خصوصية الضحايا وكرامتهم.

 خيارات التحرير ومسؤوليات وسائل الإعلام

  كيف يمكن لوسائل الإعلام أن تواجه المهمّة المعقّدة المتمثلة في إقامة توازن بين واجبها في إعلام الجمهور، والخطر في أن تصبح أدوات في أيدي الإرهابيين. يجب المناورة بين العقبات التي تحول دون الحصول على المعلومات المطلوبة (على حق أم لا) لأسباب أمنية خاصة بها، وضعف فهم الحدود الفاصلة بين حق الجمهور في الحصول على المعلومات ودورها في مكافحة الإرهاب.
  إن التنافس بين اللاعبين من وسائل إعلام أو صحافيين يُضعف أكثر فأكثر مواجهة الأعمال الإرهابية. وأثبتت التجربة أنه يكاد يكون من المستحيل حجب الصور والمعلومات تماماً عن المتلقيّن. فمعظمها سيصل في أي حال في النهاية من خلال مجموعة متنوعة من القنوات. فما تمنعه أنت قد ينشره سواك.

العلاقات الخطرة بين الإرهاب والإعلام

  العلاقات الخطرة بين الإرهاب والإعلام تعمل معًا كحلقة مفرغة بحيث تفيد الواحدة الأخرى. فكلّما سالت دماء سال حبر.
إننا هنا في مواجهة مفارقتين: الأولى أننا عندما نغطي الوقائع الصادرة عن الأوساط الإرهابية بالتسجيلات الصوتية أو بالتصريحات، بالتحقيقات أو بغير ذلك، على وسائل الإعلام أن تحترم القوانين المرعية الإجراء التي تدين كلّ دعوة إلى العنف أو القتل أو التمييز العرقي أو الديني.
الثانية لها صفة أخلاقية، تتعلّق بمواثيق الشرف التي صاغها الإعلاميون بأنفسهم والتي تحكم المهنة برمتها: التأكّد من المصادر، الدقة في عرض الوقائع، وإعطاء الكلمة للطرف الآخر أيضاً.
من الممكن تحديد عشرة جوانب لعمل الصحيفة أو رسم مسار لكيفية مواجهة الإرهاب:
1- إبلاغ الجمهور الواسع بحرية. 2- تغطية الحدث بالتفصيل. 3- أن تكون التغطية محايدة. 4- إسماع الرأي المختلف. 5- إعلام الجمهور عن مصادر المعلومات. 6- شفافيةالإجراءات وقنوات المعلومات.  7- الحذر في اختيار المصطلحات («الإرهاب»، «شهداء»، «فِدية»...).8- احترام الخصوصية والكرامة الإنسانية. 9- أن تقدِّم تغطية الحدث للجمهور وسيلة للمشاركة في النقاش.

 إختلاف المعايير الأخلاقية

  إن القواعد الأخلاقية التي ينبغي أن تُطبق على أي معلومة عند التعامل مع الإرهاب هي الحذر والانضباط، بسبب غموض الحقائق والمصادر والتي يصعب غالبا تحديدها في نطاق التلاعب بالرسائل. 
 التمييز بين الإرهاب والمقاومة
  ا  على أي حال، عندما نتحدّث عن المقاومة هنا، فإننا نقصد تحديداً، المقاومة في جنوب لبنان، والانتفاضة في فلسطين المحتلة.
  «إن لبنان يرفض إدراج رأس حربة مقاومته للاحتلال الإسرائيلي في خانة الإرهاب».
  هناك اتفاقية عربية وُقِّعت في القاهرة عام 1998، تحدد المفهوم العربي للإرهاب، وتميّزه بوضوح تام عن النضال المشروع للشعوب، التي تتصدى بالكفاح المسلح للاحتلال الأجنبي. وهذه الاتفاقية مُلزِمة لكل الدول التي وقّعتها، ونستطيع الاستناد إليها والى حقنا في السيادة على أرضنا.
  أما المبادئ القانونية الدولية التي تدعم هذا الحق فهي: اتفاقية لاهاي1907، ميثاق الأمم المتحدة، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948، قرار الجمعية العامة رقم 1514 تاريخ 14/12/1960، اتفاقيات جنيف لعام 1949، تعريف العدوان لعام  .1974
  وقد ميّزت الأمم المتحدة بين الأعمال الإرهابية والنضال العادل للشعوب الذي تخوضه حركات المقاومة ضد الاحتلال والاستعمار الاستيطاني والعنصرية، في كانون الأول 1972. واتخذت المنظمة الدولية في كانون الأول 1974 القرار الرقم (3214)، الذي أجاز حق الشعوب في النضال بكل الأشكال بما فيها الكفاح المسلح.
  وهناك نصوص تأسيسية في ميثاق الأمم المتحدة (المادة 55) مثلاً، تؤكد  الحق بتقرير المصير، وتمنع التمييز على أساس العنصر أو اللغة، الدين أو الجنس.

إرهاب الأفراد وإرهاب الدولة

«قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر»
  هذا القول للشاعر اديب اسحاق، ينطبق على الموقف الاسرائيلي.
  نسف حافلة، قطار، باخرة، مقهى، فندق، اغتيال دبلوماسي أو مفاوض سلام؛ قتل رهائن، إرسال طرود ملغومة، ارتكاب مجزرة بحق قرويين عزّل، يدعى كما نعرف جميعاً إرهاب.
 من بدأ بهذه الفظائع في منطقتنا العربية هم الصهاينة الذين أسسوا الكيان الإسرائيلي.
  فلنسمع الإسرائيليين يتكلمون بأنفسهم عن مجازرهم:
« لقد ارتكبنا أعمالاً جديرة بالنازيين». (آهارون زيسلينغ، وزير  زراعة اسرائيلي).
«ليس هناك مجالاً للشك: اعتداءات جنسية عدة ارتكبها المعتدون الإسرائيليون: اغتصاب عدد كبير من الفتيات ثم ذبحهن، وإذلال المسنّات»
 اغتيال الوسيط الدولي السويدي الكونت برنادوت عام 1948
رئيس الحكومة الإسرائيلي السابق مناحيم بيغن يتباهى في كتابه « التمرّد»(la  révolte) «بأنه الإرهابي الرقم 1».
ليفيا روكاش، ابنة وزير الداخلية في حكومة موشيه شاريت، أصدرت كتاباً في أوائل الثمانينات مبني على يوميات والدها ووثائق اخرى، أعلنت فيه أن الإرهاب والعنف يجب أن يكونا مكرّمين كقيمتين أخلاقيتين جديدتين، لا بل مقدستين في المجتمع الإسرائيلي.
أربع منظّمات إجرامية إرهابية رئيسية مارست كل أنواع الاغتيالات والتدمير والإرهاب: الهاغانا (Haganah)، الايرغون(Irgoun)  (زفاي لومي (Zvei Leumi) ، وشترن (Stern) .
 موشيه دايان، وزير الدفاع الإسرائيلي كان صرح في 26 أيّار 1955:» على إسرائيل أن تخترع الأخطار، ولذلك عليها أن تتبنّى هذه الطريقة: «الاستفزاز والثأر» ثم نستدرج العرب إلى حرب فنتخلّص من أزماتنا ونوسّع مجالنا» (يوميات موشيه شاريت ص1021).
  أن إرهاب الدولة، هو عندما تخالف هذه الاخيرة المبادئ الأساسية والإحكام المستقرة في القانون الدولي. وتصبح بالتالي  مسؤولة بشكل مباشر أو غير مباشر أمام القانون الدولي.
  والخلاف حول ضرورة التمييز بين إرهاب الأفراد وإرهاب الدولة مستمر منذ الخمسينات في إطار الأمم المتحدة ولغاية اليوم.
  وقد واجه لبنان مختلف أنواع الإرهاب. وكان أول من تصدّى له ولتنظيم القاعدة حتى قبل ضربات نيويورك في 11 أيلول2001. وكانت معارك مخيّم نهر البارد ضد مجموعة فتح الإسلام الذين ذبحوا جنوداً لبنانيين نيام في عام 2007، شكلت هزيمة كبرى للإرهاب الأصولي على يد الجيش اللبناني الذي سطّر ملحمة بطولية بكل المقاييس. وكان الجيش اللبناني أيضاً خاض معارك مع «جماعة التكفير والهجرة» في الضنيّة في شمال لبنان عام 2002.
  بالإضافة الى مواجهات أخرى مع مجموعات مسلّحة مختلفة خارجة على القانون كما حصل مع مجموعات تنتسب الى «القاعدة»، أو في قوسايا في البقاع الاوسط والناعمة الساحلية وغيرها...
  ألاّ أن الإرهاب التلمودي بدأ مع وعد بلفور المشؤوم، وما يزال يمارس عدوانه بمختلف الأشكال: أكان بالقصف والتدمير كما حصل في عدوان تمّوز، أو بخرق المجال الجوّي أو المياه الإقليمية وأسر الصيّادين العزّل، أو بالتجسس وقد تمّ تفكيك معظمها وأهمها مؤخراً.

سيناريوهات

إزاء مختلف أشكال الإرهاب التي تتعرّض لها أمتنا العربية، على الصحافيين والكتّاب وسائر أهل الفكر، أن يضعوا السيناريوهات والاقتراحات من أجل إنتاج تلفزيوني وسينمائي يدعو إلى نبذ العنف. وسيكون لهذا العمل في رأينا استخدامات خمسة:
1. توعية الجمهور اللبناني على مخاطر الإرهاب.
2. إشراك المثقفين العرب والإفادة من خبراتهم وتجاربهم لوضع تصوّرات لمواجهة هذه الآفة.
3. الحثّ على الإنتاج الفنيّ من خلال تشجيعه ودعمه بما يعود بالفائدة على المشاركين فيه وعلى بلدهم وعلى الأمة العربية كلها.
4. إشراك الخبرات الأجنبية في إنتاج ضخم يبيّن لمن ما يزال يشكّك، في أن العرب براء ممّا حاولت إسرائيل وغيرها إلصاقه بهم.
5. عرض هذا الإنتاج إذا أمكن في الخارج ليعكس الصورة الحقيقية عنّا.
ونودّ هنا الإشارة إلى أن أعمالاً فنية حركية (action) مشابهة من إنتاج عربيّ او أجنبيّ، لاقت رواجاً في السينما والتلفزيون وندعو إلى التشبّه بها ونذكر منها:
إن العلاقة بين وسائل الإعلام والإرهاب تتطلب المزيد من النقاش الذي يتجاوز حدود العالم العربي.  ولتجنب التعامل مع الإرهاب من خلال تقارير الإثارة، ندعو مهنيي وسائل الإعلام إلى ما يلي:
أ- تطوير منظماتهم، والتزام مدونة قواعد وسلوك لتغطية الأعمال الإرهابية لإبقاء الجمهور على اطلاع دون مبالغة في تفاقم آثار الإرهاب.
ب. إخضاع مهنيي وسائل الإعلام للتدريب لجعلهم يقيسون حساسية التقارير عن الإرهاب.
ج. تعاون الجمعيات الإعلامية مع بعضها البعض، لتجنب الدخول في سباق الحصول على المعلومات والصور المثيرة للإرهابيين، فنوفر بذلك منصة لأعمالهم.
د. الامتناع عن نشر صور الأعمال الإرهابية التي تنتهك الخصوصية وكرامة الضحايا و كل ما يسهم في زيادة مثل هذه الأعمال الإرهابية وما توحي به إلى الجمهور والضحايا وأسرهم.
ه. التأكد من أنها لا تزيد الإرهاب، عن طريق الأخبار والتعليقات والتوترات الاجتماعية الكامنة،  وعلى وجه الخصوص لتمرير خطاب الكراهية.
و. إطلاع الجمهور بانتظام من وسائل الإعلام على العمل الحكومي والاستراتيجيات المعتمدة لمكافحة الإرهاب وأسبابه.
ز. عدم منع أو تقييد وسائل الإعلام في نشر المعلومات والآراء ذات الصلة بالإرهاب أو رد السلطات على التهديدات أو الأعمال الإرهابية بذريعة مكافحة الإرهاب.
ح. إبلاغ وسائل الإعلام عن كل ظاهرة إرهابية والإرهاب الذي تقوم به الدول.
ط. إدراج دورات لتثقيف الجمهور لتحصينه من رعب الأعمال الإرهابية، في المناهج الدراسية ووسائل الإعلام.
ي. إيجاد تعاون بين السلطات القضائية والشرطة لمنع نشر صور الإرهابيين والرسائل غير القانونية على شبكة الإنترنت.
ك. تُعتبر أعمالاً إرهابية الجرائم الحاسوبية ولا سيما تلك المتعلقة بأعمال العنصرية والكراهية والتي تدعو أو تشجع على الكراهية أو العنف ضد شخص أو مجموعة من الأشخاص بسبب العنصر أو اللون أو النسب أو الأصل القومي أو العرقي، أو الدين، لأن هذه الأخيرة بمثابة ذريعة للتحريض على مثل هذه الأعمال.
ل. تعاون العاملين في وسائط الإعلام والمنظمات المهنية، مع بعضها البعض ومع اليونسكو وغيرها من المنظمات العاملة في المجال نفسه، لإعداد كتيّب للصحافيين للتعامل مع التقارير عن الإرهاب والعنف.
م. البدء في وضع بروتوكول إضافي لاتفاقية الجرائم الحاسوبية، التي تضع إطارا للتعاون بين الدول الأعضاء والمراقبين في مجال مكافحة الإرهاب الحاسوبي، والتي يمكن أن تتخذ شكل هجمات واسعة النطاق عن طريق النظم الحاسوبية وتهديد الأمن القومي للدولة، وللسلامة العامة، ولرفاهية البلاد. 
ن- قيام منتدى إعلامي دولي يشارك فيه المعنيون بالتصدي للإعلام التحريضي.
س- قيام حوار دولي عن مسؤوليات الأفراد والمجتمعات والأجهزة الرسمية والإعلامية في التصدي للإرهاب.
 ع- قيام حوار لإيجاد آلية كفيلة بمنع انتشار التطرف والعنف.
ف- أهمية التصدي لمنابع الإرهاب من فقر وأمية بالإصلاح السياسي والاجتماعي.
ص- على المواطنين والسياسيين والصحافيين، تجنب التعامل مع الإرهاب من خلال تقارير الإثارة.
لذلك ندعو مهنيي وسائل الإعلام، من صحافيين ومصوّرين، ولا سيّما العرب منهم، إلى وضع مدوّنة قواعد وسلوك لدى تغطيتهم الأعمال الإرهابية لإبقاء الجمهور على علم دون المبالغة في تفاقم آثار الإرهاب.
إن التطرف كونه يحمل إثارة يستهوي الإعلام. لذا فالاعلامي مدعوّ، إلى رفع عَلَم الاعتدال ومعارضة الخطاب المتطرف. والسؤال هو: هل أن للإعلام دوراً في مواجهة التطرف، أم أنه فقط مرآة عاكسة للخبر الموضوعي المجّرد؟
إن مكافحة الإرهاب ليست عسكرية بقدر ما هي اجتماعية وثقافية. ويجب إذن العمل على تعزيز حوار الثقافات والحضارات والأديان في قيم الاحترام المتبادل. وهنا يجب الإشارة إلى أن العرب ليسوا ضد اليهودية كديانة، وإنما ضد العنصرية الصهيونية الاستيطانية.
وفي عصر أصبح فيه الإعلاميون «وحدات» من الجيوش النظامية، كما كانت الحال في الحرب على العراق عام 2003، يصطحبهم العسكريون إلى جبهات القتال لنقل ما يرغبون في نقله، يصبح الصحافيون المستقلون عيون العالم وآذانه.
استاذ في الجامعة اللبنانية

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net