أحيا تيار المجتمع المدني المقاوم عيد المقاومة والتحرير بحفل حاشد في مبنى الرابطة الثقافية - بيصور بحضور حشد كبير، وعدد من الشخصيات السياسية ابرزها وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن، رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، الوزير السابق غازي العريضي، رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب، د. سليم حمادة ممثلاً رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الامير طلال ارسلان، وعدد من ممثلي الاحزاب والقوى الوطنية، ورؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات المنطقة.
بعد النشيد الوطني القى عرّيف الحفل بلال العريضي كلمة بالمناسبة جاء فيها "أربعة عشر عاماً على يومٍ عظيمٍ شرّف لبنان من أقصاه الى أقصاه، يوم استرجعنا بسواعد مقاومينا الأبطال وبدماء شهدائنا الأحرار أرضنا المحتلة وكرامتنا المسلوبة"، وأضاف "أن تيار المجتمع المدني المقاوم هو تيار داعم للمقاومة الوطنية وخيارها وثقافتها، داعم للقضية الفلسطينية ومقاومتها، وداعم لمقاومة الجيش العربي السوري ودفاعه عن أرضه في وجه الإرهاب".
فأحد أبرز مؤسسي "تيار المجتمع المدني المقاوم" إبن بيصور، الشهيد المقاوم الشيخ صالح فرحان العريضي، شهيد وحدة لبنان وعروبة الجبل. تيار المجتمع المدني المقاوم هو نتاج لمجتمعٍ تبنى المقاومة فكراً ونهجاً وثقافةً، أبى هذا التيار أن يمر عيد الشرف والكرامة، عيد المقاومة والتحرير مرور الكرام".
الشامي
ومن ثم كانت كلمة منسق التيار نسيب الشامي فقال "إنه يوم وفاء لبيصور، لأبطالها وشهدائها ومقاوميها، أوفياء لهذا الجبل، لهذا الوطن. يوم وفاء لذاك الجنوب البطل يوم بُعث في الخامس والعشرين من ايار وطناً حرّاً سيداً كريماً عزيزاً ويعلن بالفم الملآن ان زمن الهزائم قد ولّى".
وأضاف "ان ثقافة المقاومة هي ثقافة اصيلة في تيار المجتمع المدني المقاوم، فهي فعل إيمان لأنها عصارة تجارب كل قوى أمتنا الحية، واحزابها الوطنية والقومية، فعل إيمان لا تبدّله السياسة ولا تغيّره آنية المصالح ولا تبدّل الأهواء. من هنا كان السلم الأهلي، من مبادئ التيار الأساسية وكان السعي اليه، متقصدين توحيد القوى وكسر دينامية الفرقة والتباعد وتبسيط الاختلاف الى معقولية مقبولة".
ثم القى الشاعر الأمير طارق آل ناصر الدين قصيدة  من وحي التحرير والانتصار.
مشاركة من فلسطين المحتلة
كما كانت هناك مشاركة من فلسطين عبر رسالة وجّهها رئيس حركة الحرية للحضارة العربية إحسان مراد ورئيس لجنة التواصل الدرزية (عرب الـ 48) وجهوا خلالها التحية بمناسبة ذكرى التحرير، فقالوا: "إن وحدة لبنان بترابه الوطني، بأهله وسكانه وهي الهدف الأسمى لكل وطني شريف. ولا بد في هذه الذكرى من توجيه ندائنا المتكرر لجميع ابناء الشعب السوري الكريم بالتغاضي والتراضي والتسامح رغم الجراح العميقة والالتفاف حول القيادة السورية لتبقى سوريا قلب العروبة النابض".
الحاج حسن
ومن ثم كانت كلمة المقاومة التي القاها الوزير الدكتور حسين الحاج حسن الذي وجه تحية لأرواح شهداء بلدة بيصور والجبل ثم دعا الى قراءة الفاتحة عن أرواح شهداء لبنان وعلى رأسهم شهداء الجيش اللبناني وقال "نحتفل اليوم بذكرى المقاومة والتحرير بعد اربعة عشر عاماً وهو انتصار لبنان لكل شعبه. صحيح أن المقاومة الإسلامية قدمت اكبر نسبة من التضحيات في تلك المعركة ولكن المعركة لم تبدأ العام 2000 او العام 1996 (عناقيد الغضب) ولا في العام 1993 (تصفية الحساب) بل بدأت مع الغزو الصهيوني لهذه المنطقة".
وتطرق الحاج حسن الى مصالحة بريح شاكراً كل الذين سعوا لإقفال هذا الملف، وقال "هذا يؤكد ان دمنا واحد وتاريخنا واحد ومستقبلنا واحد، شئنا أم أبينا. فعلينا ان نمحو من ذاكرتنا أحداث الحرب الأهلية وان نتذكر كل المناسبات والمصالحات واللقاءات التي تجمع ولا تفرق وأن تبقى المقاومة في ذاكرتنا الذي قاومت الصهيوني بفعل المقاومين من كل الأراضي اللبنانية".
من جهة اخرى، وجه الوزير الحاج حسن تحية الى فلسطين الجريحة وأكد انها ستبقى في القلب وسيبقى النضال من اجل القدس برموزها المسيحية والإسلامية كافة في طليعة اهتمامنا.
وعن الطائفية قال "هي نقيض كل تطور وهي عكس الدين. فالطائفية تعصب اعمى والدين التزام عاقل ومبصر على أمل ان نتخلص منها يوماً ما". وختم قائلا "عاشت بيصور والجبل موحداً بكل أطيافه".
 العريضي
بدوره رحّب الوزير السابق غازي العريضي بالوزير الحاج حسن في بلدته بيصور، فقال "على بعد امتار من هنا يرقد اجدادنا واسلافنا الذين رسخوا فينا العزة والكرامة والإيمان... وبجانبهم يرقد اخوتهم وابناؤهم الذين يوم عزّت الرجال كانت الأم والأب يقولون لأبنائهم هذه معركة الكرامة والوجود والوحدة فلم يبق يومها فرد في بيصور الاّ واندفع في هذه المعركة، وكنا جميعاً في هذه المنطقة على مختلف انتماءاتنا في معركة العز والشرف والكرامة".
وأضاف "عيد المقاومة عيدنا، واشكرك يا معالي الوزير الحاج حسن على ذكر جميع المقاومين. يوم دخلت اسرائيل تقصف الجنوب، كانت الاحزاب الوطنية والقومية تراكم نضالاً فوق نضال وتقدم الشهداء الى ان جاءت المقاومة الإسلامية وحققت نصراً فريداً في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي، فلقد حررنا أرضنا من دون ان ندفع أي ثمن الاّ دماء الشهداء".
حمادة
اما كلمة د. سليم حمادة جاء فيها "بيصور توأم الجنوب في عطاءاتها الكبيرة والتحرير له معانٍ كبيرة لأنه تحرير نظيف باعتراف الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي انان. هذا التحرير قد اصبح جامعة وطنية بين كل القوى السياسية... هنيئاً لكم هذه الذكرى". 
وهاب
وكما كانت كلمة لرئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب الذي أكد ان هذا  اللقاء هو جزء من لقاءات متعددة في الجبل وحوارات لإزالة كل التجاذبات، فقال "إن الجبل هو القلب بين الضاحية والبقاع والجنوب وسيبقى كذلك، وهذا الامر يجب ان نعززه، لأن الجبل كان وسيبقى قلب المقاومة والداعم لها ولم يكن يوماً خياره الا خيار المقاومة".