Tahawolat
يوسف حبّو، ربيع قيم، اغتاله تشرين زمانه.
الكلام على يوسف حبو، هو إياه سكبُ الندى على أزاهرْ.
أزاهر أيادٍ مِلؤها العطاء، وغيرة لا تَمَلّ من مؤازرة السائلين.
عاش كفافاً وهو وليُّ نعمة. تقشف وهو على يُسر. ترهّب للخير بدون نذور.
في سلوكيته الاجتماعية مبرّة وصمت.
هو صمت الخميرة المتماهية في طحين لتستحيل لقمة جائعين.
تفانى في خدمة مجتمعه الصغير، بلدته مزرعة يشوع. ومن مهمّة لمهمّة أبلى البلاء الحسن. استنفر جهداً، وامتطى إرادة، وغدتْ بصماتُ عمرانه زخرفاً راقياً من الذوق على أيّ حجر، ولأيّ حجر.
رقيبه الضمير، محرّضه الإيمان وثوابه الرضى. وفي غفلة من زمانه اقتنصه المرض، فمشى مسيرة آلامه بصبر المستشهدين، لا بتسليم الذاهبين إلى موت.
غيابه في طهران، حيث أضيئت له آخر شمعة أمل، ترك حزناً عليه. رجع إلى الوطن باقة ورد تلفّ جسداً أنهكه السعي، فاستراح في ضمائر عارفيه.
يوسف حبو، لك، ولزوجتك عايدة، وولديك إيليو وجورج، ولوالدتك الثكلى ماري، وأخيك ميشال وأخواتك، نفح العطر من صداقة رَبِينا عليها، فغدت بصمة إلفة لا يزوّرها البعد ولا الانكفاء.
يا زمن الخيبة، لك عتب المقهورين على فقد أحبّة. اللوعة لوعة فراق وفي الغد لقاء في رحاب ربّما أرحب من هذه الدنيا، وسلام عليك.

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net