Tahawolat
  في ذكرى الشحرور المتجدّدة دوماً برفيف جناحيه فوق واديه الخالد، أقامت حلقة الحوار الثقافي مهرجاناً في بلدته بصالة كنيسة مار انطونيوس، /لتندَه بلسان شاعرها تلك الروح التقية النقية / والنور يلحق النور / من جوقته الخالدة / من علي وأنيس / واميل وطانيوس / ومن لويس/
اللي رجعوا يصلوا وروح شاعرنا تختال فوق الجرن ونبيل ابنو ورفيق قرابتو يشيلوا البخور ويندهوا يسوع، إللي عيَّش اليعازر تَ يرد ضخّ الدم بالشحرور /
العميد الفغالي
كان شاعر العائلة، العميد رفيق الفغالي الذي لم تستطع عسكريته أن تحرم الزجل من إبداعاته وإن حرمته من حرب المنابر وهو ابن الوادي وسليل عائلة الشعراء، قوّال ابن قوّال، نجده في هذا الحفل التكريمي يعترف بالجميل لمنبر الآباء والأجداد ونجده وفياً لكل المنبرييّن فيقول:
 
شعر المنبر : صوت جراس /  ربّعها لحن الشاعر
وشغّل فينا الخَمْسْ حواسْ / وشبّعنا حرق مشاعر
ال بيكون حساس من الناس / ومالك إحساسو وشاعر
بيرزح بحمال الاحساس  /  وبيتش بأول ريـِّـه
 
شعر المنبر بالحضار / بيخمّر وبيتخمَّر
والشاعر متل الخمّار / بيسكر حدو وبيسكِر
بنت الخمرة الها عيار / بالكاسات بتتعيّر
اما كاسات الأشعار / عياراتا جوّانية
 
خريش
افتتح الحفل نائب رئيس حلقة الحوار  الشاعر المتبحّر بعلوم اللغة واصولها صاحب الجولات والصولات التي شهدها المؤتمر العربي الخامس للأسماء الجغرافية في بيروت العام 2010، العميد مارون خريش الذي رحّب بالحضور وشكر جميع المشاركين بإحياء هذه الأمسية التي تميزت برقيها الحضاري فأشاد بشاعرنا الكبير مؤسس الشعر الزجلي في القرن العشرين والرائد الاول الذي ألف وأنشأ أول فرقة زجلية العام 1928 . وكانت لفتة شكر منه للشعراء المشاركين بالحفل وللحضور الذي  تجشّم  الصعاب للوصول الى الوادي وبالتخصيص بعض افراد الهيئة الادارية بحلقة الحوار الذين تخلفوا عن الحضور بسبب ازمة السير الخانقة والقاتلة كما أسرّ الينا.
  وبعد أن قدّم الاعتذار عن غياب الاستاذ طانيوس الحلبي رئيس الحلقة راعية الحفل لظروف قاهرة منعته من الحضور، والاعتذار عن الغائبين والغائبات، أفاض في شرحه لأبواب الشعر المحكي وما يتميز كل باب منها بجمالية اللون ولذاذة الطعم : فمن المعنّى الى الموشح والقرادي والقصيد والشروقي والحِدا والعتابا والميجنا والبغدادي الى إشادته بعبقرية الشحرور المحتفى بذكراه، لينتقل بالحديث الى الشاعرة هدى الخوري التي أفاضت بدورها بماهية هذا اللقاء وبشعرائه لتنقل همسات من وادي الفريكه، وادي الامين، الى وادي الشحرور، بلسان الشاعر بشاره لبّس:
كيف بيفلو على غفله ؟ / وبيسكنو بالطابق السفلي
هيك يا بنت الشعر غابو  / ومن بعدهن قالو لك اسطفلي
دمعِك سقي الشحرور وترابو / وصوت اللي كان يقلك وقفلي
صفّى صدى مهوشل على حسابو  / سمعت الصدى لكن بلا حفله
 
مهما المدى يبعد عن شرودك / ما كان يتخطى مدى زنودك
ومهما الصدى يعبر مجال الكون / يهلك وما يوصل على حدودك
وردكِ لزهّر الف لون ولون  /  خلّى العبير يعانق ورودك
ويزوغ ينشر عطر هون وهون / يكسدر من بدادون للوادي
  يخبّر ويحكي حكاية خلودك
 
الخوري
وألقت الشاعرة هدى الخوري كلمة هنا نصها حرفيا وقد اختصرت فيها تقديمها لكل شاعر على حدة:
للشعر سماوات يطلق افق إحداها الاخرى ولشعرنا الشعبي، زجلنا، فضاءات ترنم انغام اوديتنا وسواقينا وتصدح إباء جبالنا وروابينا وتنطلق هديرا او عتقًا في بحرنا او في خوابينا.
ولنا شموس اضاءت انوارها حياتنا من زيت هذه الحياة، تغوص في القدم، في السريانية الأم مع مار إفرام وتنتقل وتغتني مع الرهبان، تتغلغل في تفصيلات ثقافتنا حتى صار الزجل شعر الأفراح والأتراح، شعر المجتمع.
وهذا الشعر الذي تغنيه أوديتنا وروابينا تنفَّس عميقا في هذا الوادي الجميل، وادي شحرور، وبزغت علينا من آل الفغالي شمس الخوري لويس ثمّ ابنه اسعد شحرور هذا الوادي.
لطالما ساءلت نفسي ان كنا حقاً نكرم الشعراء او ترانا نكرم انفسنا وحياتنا بهم؟
ولطالما عرفت الجواب: ان الشعراء والمبدعين هم كرامات الامم.
لقد جعل اسعد الفغالي، شحرور الوادي، للزجل سمة منبرية وأركانًـا للغناء والعرض، معه ولدت أولى جوقات الزجل في العام 1920 وكانت نواة صلبة تشكلت بعدها وعلى نمطها جوقات كثيرة وبفضل هذه الجوقات صار الزجل احدى سمات الثقافة في لبنان.
ونوّهت الشاعرة بمكرمة من مكرمات فرق الزجل التي قربت المغتربين من وطنهم الام بفضل الرحلات التي كانت هذه الفرق تقوم بها الى المغتربات. وكانت احدى بوادرها في الحفل حضور رئيس المركز اللبناني المكسيكي السيد طوني طرابلسي الذي شكر المكرِّمين بلغته الأم ثم افاض على الحضور بلغة الاغتراب بكل ما يجيش في نفسه من حنين ذكريات حميمة دفينة.
 

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net