Tahawolat
تتصدر جدار صالة "Q Contemporary” مجموعة من الصور للوحات أصلية للأسطورة الجمالية مارلين مونرو، تعود للستينيات، قام بإخراجها وتأليفها الفنان الأميركي الشهير أندي وارهول فيما يشبه العمل الأيقوني للممثلة الأميركية الراحلة تعود  للعام ١٩٦٧. والصورة المشغولة بإخراجات لونية مختلفة، التقطها جين كورمان لدعاية فيلم "نياغرا" الذي صنع سنة ١٩٥٣.

أندي وارهول (١٩٢٨-١٩٨٧) كان علما من اعلام حركة فنية بصرية عرفت بـ"الفن الصاخب" (Pop Art)، وهو تيار فني برز في أميركا، وأمكنة اخرى، في الخمسينيات، واتسع انتشاره  في العقدين التاليين، وفي أدائه يعتبر هذا العمل انعكاسا لمرحلة "ما بعد الحداثة" الفنية، واستجابة لاجتهاداتها وخفة تعبيراتها.

من هنا، كشفت أعماله عن العلاقة التي تمزج التعبيرات الفنية، بثقافة الإعلام، والدعاية والترويج التي ازدهرت في الستينيات.

وبين أعوام ١٩٦٢، و١٩٦٨، أبدع وارهول بالعديد من رسوم وتصاوير المشاهير مثل مارلين مونرو، وآلفيس برسلي، وجاكي أوناسيس وماو تسي تونغ، ومحمد علي، وسواهم كثيرون.

وفي هذا العمل الفني الشهير لمارلين مونرو، مزج وارهول الفن بثقافة الإنتاج الجماهيري، الترويجي، وذلك بخلق لوحات متعددة، مختلفة التلاوين، مع الحفاظ على الشكل، لصورتها الأيقونية بطريقة فنية تقنية، وبذلك أدخل "الفن الصاخب الشعبي" في عالم الفن.

واستناداً إلى اهتمامه الكبير بموت المشاهير وحياتهم، استطاع أن يستولد، في هذا العمل، لوحات متنوعة الأشكال لمونرو تجسّد أسطورتها من خلال مصرعها، وأيضاً، اتساع انتشار حضورها في الإعلام.

التشكيلات الفنية اللونية المصنفة في خانة "انعدام التمثيل اللوني" ( non-representational) الـ"ما بعد الحداثي"، الموظفة  في الصور المختلفة لوجه مونرو، استخدمت ألواناً غير منضبطة الحركة، لأشكال تعبيرية تفصيلية في الشكل عينه،  كررها وارهول دون استنساخ، لتجسد الأحاسيس المختلفة التي تنتجها الألوان المتباينة لصورة وموقف واحد، وهي تطرح إشكالية كيف يمكن للعبة ضبط الألوان أن تؤثر في الانطباع الذي تعطيه الصورة، لدرجة أنه يصبح اسم الصورة مرتبطاً باسم اللون.

وخلافاً لألوان "الفطرة والمشاعة" (Fauve) التي راجت أوائل القرن العشرين لسنوات قليلة، فإن ألوان "انعدام التمثيل اللوني" المعتمدة في الفن الصاخب، لا تشي بعالم الأحاسيس الداخلية للفنان. لا بل إنها تشير إلى ثقافة شعبية، هي بدورها توحي لوارهول أن يختبر نفسه في الاعتماد على الطبع بالشاشة الحرير (الستنسيل)، وهي تقنية شعبية استخدمت للإنتاج الشعبي العام، السريع والمتعدد. وبذلك، يبتعد وارهول عن التقليد النخبوي. وقد تلقف كثير من المشاهدين هذا التزاوج بين الفن والتجارة السلعية بحماسة قليلة.

ولطالما كان وارهول مفتوناً بالمفاهيم الفنية  المبسطة، لكن النتيجة كانت بالنهاية جميلة، كما في ترددها، وتكرارها اللوني على غرار لوحات مارلين مونرو التي كانت نماذج أولية لاستخدام وارهول الطباعة الحريرية (الستنسيل). وقد علق وارهول على هذا الجانب من تجربته بالقول:

آب ١٩٦٢، بدأت أستخدم الطباعة بالحرير. أردت أن أقدم شيئاً أقوى من تقديم تركيب مؤثرات خطوطية. فبالحرير، آخذ الصورة، وأعالجها بالنفخ، وأنقلها بالغري إلى الحرير، وأغطيها بالحبر، فيمر الحبر بالحرير دون الغري، فنحصل على الصورة عينها، باختلاف بسيط جداً بين المرة والأخرى. وكان اسلوبا سهلا وبسيطا، أدهشت به. وعندما صدف أن توفيت مارلين مونرو في ذلك الشهر، جاءتني فكرة أن أصنع طبعات مختلفة لوجهها الجميل وأسميتها "مارلين الأولى". 

 أعمال وارهول المعروضة تمت استعارتها من مجموعة لإيمانويل جافوغ، المحترف لتجميع الأعمال الفنية للمشاهير، استمر عرضها ما بين اواسط تشرين الثاني (نوفمبر) وأواخره.
�ن ا( � � � ��\ q� فمبر) وأواخره.

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net