بمناسبة انتهاء الموسم الثقافي لنشاط «ملكوت الشعر في عشقوت» الذي يقام بذكرى مئوية الشاعر سعيد عقل، أختتم الموسم بأمسبة للشاعر نعيم تلحوق.
بداية كانت كلمة لصاحب الملكوت الشاعر رفيق روحانا مرحباً بالشاعر، ثم تقديم من الدكتور ميشال كعدي معدداً المزايا في شعر نعيم تلحوق.
ثم كانت كلمة للشاعر تلحوق قال فيها: لا اعرف مكاناً أوسع من الحرّيّة ولا فضاءً اجمل من الحب ... بهما نالتي نصيب ان اكون بينكم، وعلى قرع جرس رفيق روحانا، ورنين عبارات ميشال كعدي، جاءت المناسبة، لكن العنوان، خطف الحروف من ذاكرتي واعادني الى رقعة الضوء، «ملكوت الشعر» اكبر من الكلام
وامضى من السيف وأرهب من الخيال، وأكرم من الدين، وابهى من الحقيقة.. فالشعر هو الله دون زيادة ولا نقصان.
لست اخشى عليّ، ولا على ملكوتكم منه .. لانه هو انتم .. على صورته ومثاله.. وقد خصّ داليتكم بما او اجمل من الخمر، العشق الذي لا يعرف نبيذاً إلا هو، ولا يتعتّق إلا بكم.
وحين كنت أمرن ذاكرتي على فعل مشاكس أرضاه لنفسي لأجد سوية عقلي ورجحان قلبي نحو الحب والحياة والحرية، حضرني سعيد عقيل على حين غرّة، وهمٌ يهمس في أذني ا الصّماء ذات عشية، أنا لبنان.. مين لبنان لولا يعيد عقل ... ظننت ان الشاعر مجنون، والفيلسوف حالم، والمفكر زنديق.. والعالِم معتوه، إلا
حين استوى مواطن ألماني أمامي ليسألني : حضرتك من وين؟.. فقلت بأسرع من البرق .. لبنان .. فتحير وتغير وتبدل وبدا التعجب واضحا على مسافات وجهه، فقال: يعني من الشرق،ومن هم أدباء البلد الذي تنتمي إليه؟.. فقلت جبران ونعيمه والريحاني وسعيد عقل، فقال واه .. من بلد حبران يعني!..
تذكرت في هذه اللحظة أن أمعن في التذكير حول من كان رئيس حكومة المتصرفيتين أو القائممقاميتين في تاريخ جبل لبنان فلم أفلح في ايجاد إسم يعينني على ذلك فعرفت أن العصور تقاس بمبدعيها لا بأجنداتها فمن يعرف منكم إسم الملك او الوزير أو الوزير أو المستشار السياسي في عصر شكسبير؟؟
ودون سابق إنذار وتصميم عرفت معنى كلام سعيد عقل لي حبن قال: أنا لبنان... فلبنان يا سادة بعظمائه وشعرائه ومفكريه لا برؤسائه ووزرائه وسائسيه...
فتحيه له في ذكراه الئوية، وهو يربض على مقعد الروح، يحاكي الله في عرينه، ويسأله الرأفه بالشعراء والأدباء ليبقى لبنان...
ختاما قرأ تلحوق قصيده «صيدون» كتحية لسعيد عقل ثم قرأ بعض من مجموعاته «يغني بوحا»،»يرقص
كفرا»، و «لأن جسدها» التي صدرت هذا العام، ثم دعي الحضور الى عشاء بالمناسبة .
