Tahawolat

بدعوة من مؤسسة سعادة للثقافة، اقيم في قاعة الندوة محاضرة للدكتور عادل ضاهر عن «الاسلام السياسي والديموقراطية» حضرها نقيب الصحافة محمد البعلبكي وحشد من المهتمين، وقدم لها الاعلامي سركيس أبو زيد.
بداية رحب أبو زيد بالحضور مقدماً المحاضر بكلمة موجزة جاء فيها:» أرحب بكم وبالدكتور عادل ضاهر القادم من الولايات المتحدة الاميركية ليلتقي بنا اليوم ويحدثنا عن الاسلام السياسي والديموقراطية. التحولات الاخيرة التي شهدها العالم العربي فتحت الطريق أمام الإسلام السياسي ليدخل الى جنة الحكم بعد غياب طويل عن مسرح السلطة فهل يتمكن الإسلام السياسي من تحقيق الديموقراطية الموعودة وهل لديه مشروع عملي لوحدة المجتمع وتحرير الأرض والانسان؟»
واضاف:» اليوم نحن أمام مرحلة تاريخية فاصلة إما الدخول في نهضة ثانية كما يسميها البعض بعد تجديد الفكر القومي والعلماني أم نحن أمام عودة الى أصولية دينية تستعيد أقوال السلف وتبعدنا أكثر وأكثر عن ولوج عقل العقل والانسان (..) اسئلة مقلقة يطرحها كل مواطن والدكتور عادل ضاهر هو من اقدر المفكرين العرب للاجابة عليها خاصة وأنه استاذ في الفلسفة وله مؤلفات قيمة وعديدة منها «المجتمع والانسان»، «الفلسفة والسياسة»، «الأخلاق والعقل» وغيرها وهو يعمل حالياً على تأليف كتاب يتناول بالنقد أهم النظريات التي ظهرت في الغرب في الفلسفة  السياسية والاجتماعية»
ثم قدم الاستاذ حليم فياض باسم مؤسسة سعادة جائزة رمزية للدكتور ضاهر منوهاً بدوره الريادي في تفعيل الفكر النهضوي الذي قدم حلولاً واضحة لمشاكل الأمة وشعوب هذه المنطقة التي لا تحل الا بالمبادىء الواضحة التي لا لبس فيها، مشيراً الى أهمية الحسم في المواقف والتأكيد على ضرورة فصل الدين عن الدولة.
الى محاضرة ضاهر التي تناول فيها ما بات يُعرف بربيع العرب وبروز الاسلام السياسي المعتدل:» سأبين في حديثي اليكم هذا المساء أنه لا تفرقة بين من يزعم أنه اسلام سياسي المعتدل والاسلام السياسي الغير معتدل بخصوص ما يتعلق بإقامة مؤسسات ديموقراطية حقة وعادلة. فالسابق أي ما يسمى أنه اسلام سياسي معتدل يتعارض مع إقامة نظام ديمقراطي حقيقي شأنه في ذلك شأن الاسلام السياسي السلفي أو الشيعي على طريقة الخميني أو القطبي نسبة الى سيد قطب، وقد أخترت نموذجاً للاسلام السياسي الذي يُقال أنه معتدل، فكر راشد الغنوشي مؤسس حزب النهضة التونسي. خصوصاً وأنه يعتبر من قبل كثيرين وحتى في الغرب على أنه الأكثر إعتدالاً وتمسكاً بالديموقراطية والتعددية».
وأضاف:» في نظر الغنوشي الدولة المنشودة هي دولة الاسلام كمرجعية أخيرة، وهذا يعني أن التشهير بدولة الاسلام قانون الهي لا يجب تجاوزه، فالقانون الالهي هو القول والفصل في ما يخص شؤون الحكم والاساس المطلق لما يسنه البشر من قوانين حسب دولة الغنوشي الذي يدعو الى حب النخبة التي هي بنظره هيئة تتشكل من كبار العلماء ولا حدود لسلطتها التشريعية التي يمنحها لها القانون الالهي وطبعاً بحسب قراءتها لهذا القانون».
ولفت ضاهر الى تصريح الغنوشي للاذاعة الفرنسية الذي أشار فيه الى أن الشريعة الاسلامية عامة ولا تفرق بين سياسة ودين أو حياة عامة وخاصة مما يثبت منطقه الكلياني الذي يلغي الآخرين.
وشدد على أهمية الاخلاق فقال:» أن الأخلاق ليست شأناً من شؤون التدين كما بينت في كتابي «الأخلاق والعقل» فالعقل العملي هو الطريق الوحيد الى تقريب ما يستوجبه المنظور من اخلاقه، حيث أن المبادىء الاخلاقية اساسية لبناء الدولة مهما كانت خلفية هذا الأخيرة الدينية، وأين الفرق بين دولة الاسلام التي يطالب بها الغنوشي وأن تكون الدولة ذات هوية اسلامية؟»
وختم بالقول:» أن تعبير اسلام سياسي معتدل هو إرداف خُلفي وإن الديمقراطية والاسلام السياسي هما مترافعان».

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net