Tahawolat
هنا على هذه الطاولة حيث فرشنا أوراقنا وتعرينا!

لقاؤنا اليتيم ليس كأي تعارف

وقهوتنا احتساء الشهوة الصامتة

هذا المساء أعود وأكتب على تلك الطاولة

علّي أستعيد بعض ملامح وجهكِ وبقايا ابتسامات

علّي أركب لقاءاً آخراً دون أقنعة مزيفة

السماء تمطر هنا

يحمل الناسُ المظلات ويهربون من المطر،

وأنا أطلق نظراتي لتلهو قليلاً

ألمٌ في معدتي، لكنني لن أموت

أحياناً اشعر أنني سيجارة حائرة

بين المسافة في يد تلك المرأة الخشبية التي

تجلس أمامي بشفتيها الجافتين الممتلئتين بذكريات من عبروا،

كأن دخانها الصاعد حداداً على زمن يحمل الكثير من الإثارة.

أتكوم كالقش ولكنني أرغب في التحليق بعيداً،

النوافد والأبواب موصدة هنا بأقفال من الجليد،

والفراشات لا تخرج أيام الصقيع.

الأشياء تتصارع وتستسلم لبعضها!

قد لا أبدو كما أنا .

أحياناً أحتاج لاستسلام غير معلن.

أن تكون حكيماً شيءٌ فيه الكثير من المتعة والعمق،

ولكن، جميلٌ أن تصطادك الشمس

وأنت تطوف على سطح الموج في بحر

لا يحمل جثث الحيوانات وقذارات البشر على مر العصور.

أظن أن ما أكتبه لا يحلو لكِ،

امنحيني فرصة أخرى لأستعيد غضبي الذي دفنته بالأمس

على نار موقدة من زمن حجري.

أنا لا اتنبأ ولا أضرب بالرمل،

الفلاح عادة لا تسبقه الشمس حتى أنه لا يتابع نشرات الطقس،

يضع رأسه على وسادة من القش ولا يغفو مطمئناً

إلا بعد إحصاء كم غيمة في السماء،

غداً يترك له ابتسامة أمام النافذة،

لن تمطر اليوم..

هي حكايته مع الأرض كما السماء.

لا أتنبأ.. تأكدي من ذلك،

لأنك أنت خلف الشاشة الآن،

أراك حائرة تعبثين بأشياء سخيفة،

تنتظرين رسالة أو حركة مفاجئة من خلف الشاشة والبحار.

وأنا هنا أتخيل الماء يلامس عنقك.

السماء تمطر هنا، والصابون يرغو في حمامك الساخن.

أتذكر خجل أناملي المحترفة

وأتذكر أيضاً أن الكهرباء ستنقطع بعد نصف ساعة وأشعر بالخيبة .

العتمة موحشة ولكنها تغريك أعلم ذلك،

لن تستدرجني إلى سريرك الدافئ

فأنا أبحث عن طريقة لأنتقم

وتتوقف أمي عن التأفف والنق،

أتذكر طلاب الجامعات أو بالأحرى كل الفقراء

أتنفس الآن صدورهم العابقة الحاقدة المحبطة وقلوبهم المهترئة القاتمة الناشفة.

ارتفاع منسوب ضغط الدم في جسدي

مرضي القاتل

ولكن لن أموت...

عفواً منك

لم أخطأ في البريد، الرسالة لك.

ربما تتوقعين كلاماً آخر يشبه نعومتك

وعطرك الفواح بكلماته الأولى تقول،

خذني إلى أنفك الجميل وشمّني حتى آخر لحظة مني.

ربما تتوقعين كلمات تشبه حمامك الساخن

الممتلئ نعمة ونشوة حتى السقف الذي ينتشي من بخارك الهارب صعوداً

قد أتخيلك وأرغب أن تكون يدي ويكون فمي وجسدي الأخرس،

صوت أمي مجدداً تصيح عليّ

أختصر في الماء،

والسماء تمطر هنا

أحياناً يستحم نصف جسدي،

وأمضغ غضبي وأبتلع حقدي،

أصفع الهواء محاولاً الانتقام من وجه الحياة.

قد أتذكر ما لم تفعليه

مثلاً قبلتك على جبيني الأسمر كأنك تقبلين تمردي بفم آخر.

أعود إلى الاختناق

تنام قربي امراة عارية إلا من جسدها

تحلم بنهار يخلو من الاكتظاظ والفوضى والقرف الروتيني،

هي مثلي تحلم بحمام ساخن وماء،

ولأن العتمة تلازمنا

نمارس لعبتنا المفضلة الاختفاء،

والسباب صلاتنا الصباحية والمسائية.

هيا على الصلاة أيها الشعب المنفصم،

أيها الطائفي الحاقد ابتسم للظلمة في داخلك،

وامتدح من جعلك تصحو وتنام على العتمة،

لا تغسل وجهك بالماء،

الخزان تحت الخط الأحمر

وأنت لا ترفع قدمك عن الخط لأنك إذا فعلت ولن..

ستصبح شيئاً آخر

ككائن بشري مثلاً،

ربما محترماً أو حراً.

لأنني حر قد أصبح مجنوناً،

وأقتحم غاباتك الأمازونية وأضع أناقتي على سجادتك الحمراء

وأتسلق كعب حذائك العالي،

وتنحنين أنت للصلاة لشهوتنا.

بيروت وشارع الحمرا تحديداً...

الساعة الآن تشير إلى وقتٍ ربما في تمام الساعة النائمة،

وصديقي دفن زفراته على الوسادة.

حين أصحو سأُفاجأ،

ما زلت على قيد الحياة، وأنت؟

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net