Tahawolat
قدّم نفسه تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" – "داعش"، كآخر صرعات العقل الجحيمي المأزوم وإرهاصاته، بعد سيل من مواليده عبر التاريخ، بدءاً من العصور الحجرية فما بعدها وصولاً إلى العصر الراهن.

ليس داعش فريداً؛ فقبله كانت "النصرة" ذبحت واغتصبت وقتلت وسبَت، وقبلهما كان "الجيش السوري الحر" من أكلة الأكباد، وقبلهم على مرّ الزمان كان الغزاة، في الوثنية وفي عصور الأديان المسمّاة سماوية، يحللون انتهاك حرمات المغلوب والضعيف والأقليّ، وعبثاً تمكنت البشرية العاقلة أن تقنن العلاقة بين المنتصر والمهزوم، كم من سجين قضى في معركة خاسرة مع أسد جائع، ليقهقه الإمبراطور، وكم من ابن لمغلوب شوي أفطاراً على مائدة هولاكو، وكم من قبيلة أبيدت لتقوم مملكة الرمل!!
إلا الحضارة السورية التي علّمت البشرية، وفي طليعتها غزاتها كيف يرتقون ويسمون إن انتصروا او انهزموا. ومعروف ان قبل معركة زاما التقى وفدا القائدين هنيبعل القرطاجي وشيبو الروماني، العبد الأفريقي أصلاً وتطوع وفق قانون روماني حينها أنه ممكن عتقه إذا هزم النابغة القرطاجي، للتوافق على أصول التعامل بين القائدين والجيشين بعد انتهاء المعركة. ولما انهزم الجيش القرطاجي سمح لهاني بعل بالانسحاب حيث يريد.

اليهود، المغول، البرابرة، القبائل الطورانية التي أصبحت لاحقاً العثمانيين، القوط، الأوروبيون الغزاة في القارة الأميركية، كلهم دواعش، تصرفاتهم هي التاريخ التأسيسي لـ"داعش" اليوم. "اقتلوا كل نسمة حي في أرض كنعان، حتى البشر والشجر. لا تبقوا شيئاً" (التوراة، بما هو كتاب دين!!!!!!)، حرب إبادة ما يسمى الهنود الحمر على يد الأوروبيين المتحضرين جداً ما زالت مستمرة، وما تبقى منهم لضرورة علمية كعينة لدراسة علم الإناسة، كحال القبائل في أفريقيا الاستوائية، في مستعمرات تشبه حدائق حيوان مدجّن! وما جرى في حلب على يد هولاكو ولاحقاً على يد تيمورلنك يقول المؤرخون إن الجماجم بلغت رجماً مركومة بأمتار عدة في الساحة العامة، وما فعله الكيان العنكبوت "إسرائيل"، ليس أقل من مئات المجازر التي تعجز عن ذكرها سجلات غينس، ويتعمّد إغفالها العالم الكسيح الروح والضمير والقيم.


ناشر موقع حرمون



آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net