لأول مرة في وزارة السياحة في بيروت، إستضافت قاعتها الزجاجية ملتقى “عيون الشام في بيروت” الذي افتتح في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الأثنين في 4 تشرين الثاني بتظاهرة فنية تشكيلية وأدبية تستمر لغاية 15 من الشهر الجاري.
 
 إفتتح المعرض برعاية الناقد الفني العربي اللبناني محمد عقل ممثلاً لوزير السياحة وبدعم من «منبر الميادين للإبداع العربي» والناقد العربي مؤيد منيف والناقد التشكيلي السوري عبود سلمان.
 

(الشاعر السوري د.محمد خالد الشاكر)

السوريون مرة أخرى في الحمرا .. يلقون بألوانهم في قصة تعيد حكايا الفينيقين وأرجوانهم .. كما يلقون أبجديات أوغاريت .. ومحاولات العقل الأنساني الأول ..وفي كرنفالية لايتقنها سواهم .. ألقيت قصائد تجسدت فيها صور الوطن والحنين وجماليات عشق الحياة في بلدهم سورية الحبيبة، تحت هذه المسميات كانت الافتتاحية بأمسية شعرية للشاعر السوري د.محمد خالد الشاكر الذي ألقى مجموعة من قصائده ، التي حاول من خلالها أن يغسل وجه بلاده ، ويعيد لبيروت وشارع الحمرا خطوات السوريون الذين مروا .. منذ نزار قباني .. وأدونيس .. ومحمد الماغوط ..وغيرهم .
 وبإلقائية أضفت على القصائد مشهدية مميزة، عاش جمهور القاعة الزجاجية حالة من التماهي مع الشاعر الذي كنا نقرأ احتراقاته مع وطنه والحرف.
من أجواء القصائد نقتطف: وجع على القلب من عشق رجيم .. وجع على الدرب في مدن الزبد وجع على الهمس في زمن الزعاق .. ياطائر السعد .. /الرغبة تغادرني .. /كأني لست حِلاً بهذا البلد .. ../ ياطائر السعد من كان يعرف أن ماكان يكون .. /دم بلا نصرٍ فرحنا كما نشتهي وعدنا كما يشتهون .. /والآخرون على غناء الريح كنا نايهم .. /ماهمهم نحن إلا معابر ../ أو مقابر .. /أو جبهة للريح .. /حاصل أو تحصيل حاصل .. /كنا أو لانكون سواء وسواء عدنا أو لانعود ../ شهداء أو قتلى سواء / صرخةٌ أو صدى / فكرةٌ أو هراء / وردة تحت أقدام العساكر .. / أو وردة في يد عاشق ...
 
 كما تحدث الدكتور أحمد جاسم الحسين (جامعة دمشق) عن مكانة الإبداع والفن التشكيلي وعلاقتهما بالأدب والفن والمجتمع منوهاً أن الفن مهم جداً في حياة المجتمع وأن الفن له لحظة الفوز الأخيرة.
 
 كما تحدث الناقد الفني محمد عقل عن مكانة ياسمين الشام في أرض الشام.
 
 وقدم في بطاقة التعريف بـ"عيون الشام" كتب الناقد السعودي مؤيد منيف: "وهكذا تتوالى التظاهرات التشكيلية التي يقيمها (منبر الميادين للابداع العربي) في لبنان.. وهو منبر للثقافة والفن والفكر مستقل باهدافه وانشطته وشموليات طرحه العربي حول مشروعية الحلم والابداع العربي واهمية ان يبقى الفن التشكيلي العربي متحدياً الصعاب والهزائم والنكسات ناشداً الابداع السامي. نسعى لتقديم الأفضل وباقل الامكانيات المتاحة وفي ظل مشاريع شخصية..
 
 نريدها ان تكون وطناً للجميع وللمبدعين الذين هم اساس بناء الحضارة الانسانية. ومن هنا انطلقنا بالفن التشكيلي العربي والسوري منه الآن .. في هذه العيون الشامية التي تقيم وتحط الرحال في بيروت عاصمة الجمال والحضارة والتاريخ .. ليكون ياسمين الشام ارضاً للحب والالفة والحياة ..
 
 وقد اقامنا العديد من المناسبات التشكيلية العربية في اكثر من عاصمة عربية كان الفن والادب هم لنا ومسرح للابداع .. كما في انشطتنا الفنية والثقافية والتشكيلية في الرياض وجدة والخرطوم والاسكندرية واللاذقية وحلب والجوف ودمشق والدمام وبيروت وصيدا". وتابع:.ينطلق هذا النشاط الابداعي الهام وهذه المرة لصالح بلدنا جميعا سوريا والمبدعون السوريون والذي نريد من خلال اللوحة والشعر والموسيقا .ان نقدم شيئاً جميلا ولطيفا وانسانيا بغض النظر عن مدى حجم امكانياتنا المتواضعة لهذا وهي امكانيات افراد عشاق ولا اكثر في حالة انسانية خالصة.
 
 برنامج المعرض
 
 تتخلل المعرض ندوات للإضاءة على واقع الحركة التشكيلية السورية، وذلك من خلال جانب مخصص لصور رواد تشكيليين سوريين راحلين، يكون نواة ندوة نقدية يتحدث فيها الناقد التشكيلي عبود سلمان حول أهمية بقاء الدور الإبداعي في أي أزمة تعصف بالبلاد، وأهمية معادلة الجمال ضد كل أشكال القبح والإبادة والتهميش، مع ضرورة المحافظة على المكتسبات الجمالية السورية وتعميق دور المعارض الفنية التشكيلية لخدمة حياة المجتمع وأهداف دورة الحياة.
 
 الفنانون المشاركون في المعرض عبد الله بصمه جي - محمود سالم - اسماعيل سلمان - جلال شيخو - رهاب بيطار - غازي عانا – عبير وهيب -مصطفى آوسي - حكمت داود - مجد ابو كرم - غسان اسماعيل - عبود سلمان - فادي العويد - رضوان باقي - سامي الكسار - خالد الوردي – ياسين مزاوي – نهاد عبد القادر - إياس جعفر.