Tahawolat


وضعتني الصدفة أمام تنويه في ال face book عن صدور رواية جديدة للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي بعنوان «الأسود يليق بك »، والتي تأتي بعد غياب صاحبة «ذاكرة الجسد » عن فضاء الرواية، التي تكتبها بأسلوب خاص ممهور بالحب والسرد الإنساني، حتى يكاد القارئ أن يشعر بأنه أحد أبطال رواياتها، فيتحرك بين جنبات الكتاب، محتاً بعض المساحات على الأسطر وبين الحروف . حملت شغف ورغبة في قراءة وليد مستغانمي الجديد «الأسود يليق بك »، الصادر عن دار نوفل، مع تساؤلات حول ما تبوح به أحلام في هذا العمل، وكيف سترسم أبطال روايتها؟ وصلت مع أسئلتي وشغفي ومن على بعد أمتار قليلة من مكان التوقيع تجمهر عدد كبير من زوار المعرض داخل جناح دار النشر التي ضاقت بهم. يحمل الجميع كتاب أحام الجديد. التفوا حولها للحصول على نسخة موقعة منها. وهو ما شكل عائقا أمام وسائل الإعام لتغطية الحدث، فما كان من دار النشر إلا أن نقلت أحلام وقراءها إلى قاعة المحاضرات الخاصة بمعرض بيروت للكتاب لتستوعب الجميع. وهناك حصلت على نسختي الموقعة من أحام مستغانمي، ثم كانت هذه دردشة خاصة مع مستغانمي..
 
 
لمن تهدي أحام مستغانمي روايتها الجديدة «الأسود يليق بك ؟»
 
أهدي هذه الرواية للإنسان العربي عموما وللمرأة خصوصا. وهي رواية تدافع عن البهجة والحق في الحياة. وهي جردة بكل الأوجاع العربية منذ منتصف خمسينيات القرن العشرين حتى وقتنا الحاضر. ومن خال أبطال الرواية عبرت عن الأوجاع العربية بدءاً من الجزائر والعراق الذي لم يشف بعدُ وصولا إلى فلسطين. وهو ما يتضح من عنوان الرواية «الأسود
يليق بك ». وبالمناسبة العنوان ليس تمجيدا للأسود بل احتفاء بالمرأة والحياة، خصوصا أنني أنهي أعمالي دائما بشيء من الفرح، لأننا تعبنا من الترويج للمآسي والحزن. لذا اخترت أن يكون شعار الكتاب «حاذري أن تغادري حلبة الرقص ». وهذه دعوة لكل النساء أن يحتفين بالحياة والسعادة لأننا تعبنا من المآسي.
هل هذا يعني أنك سعيدة؟
أحمل المآساة في قلبي. لذا قلت في الرواية إن الحداد ليس في ما نرتديه بل ما نراه من حولنا. وعلى الرغم من الألوان المبهجة التي أرتديها عادة، إلا أنني في حداد على الأوضاع في العالم العربي من دون استثناء. وأشعر أن هناك شيئاً خطيراً يحدث، حتى أنني اعتذرت عن تسلم أي جائزة لأننا لسنا في وقت الجوائز أو الاحتفال بأي شيء. وهنا يجدرالقول أن توقيع رواية «الأسود يليق بك » ليس احتفالاً بالكتاب بل بقرائي.
بنظرة سريعة على الكتاب، لمذا زادت فيه جرعة الرومانسية مقارنة برواياتك السابقة؟
 
هذا صحيح. توجد جرعة عالية من الرومانسية في رواية «الأسود يليق بك »، لأنني كتبت الكتاب الذي تمنيت أن أكتبه. وهي القصة التي أتمنى أن أعيشها.
 
 
 
وقعت قبل عامين كتاب «نسيان دون كوم » الذي يضمّ مجموعة من قصص نساء مررن بقصص حب لم يكتب لها نجاح والممهورة بنصائحك في كيفية نسيان الحب. ولقد قلت لي عند توقيع «نسيان » أن ستتبعه ثلاثة أجزاء أخرى. أين هي؟
لقد شحنت بالحب بعد توقيع رواية «الأسود يليق بك ». لذا سأعود للكتابة حينما استطيع. وأنت تدرين أنني سيدة العتمة. على كل حال لقد أنجزت الجزء الثاني من هذه السلسلة. وهو بعنوان «الفراق »، لكني أردت إنجاز الرواية قبل استكمال هذه السلسلة لأن هذا ملعبي الأساسي، على الرغم من تشكيك البعض المعتاد في موهبتي عند إصدار أي عمل جديد!
 
 ما سر نجاح «نسيان دوت كوم ؟»
 
لأنه الكتاب الذي يكاد القارئ أن ينسبه لنفسه. لقد شعرت من خال ردود فعل القارئات أنه يوشوشها على انفراد، وكأن هناك امرأة أخرى تنصحها وتعايرها أحيانا أو تحرضها أو ترفع معنوياتها. يوجد في «نسيان دوت كوم » الكثير من الحميمية، لأنه مكتوب بحميمية بعد أن ولد من نصائح قدمتها لصديقاتي اللواتي حاولت انتشالهن من قصص عاطفية بائسة، فقررت تحويلها إلى كتاب، ثم تطور المشروع إلى أربعة كتب، بدأتها ب «نسيان دوت كوم »، وهو الفصل الأول في الحب، ثم «الفراق »، فكتاب عن الوقوع في حب جديد الذي يعد أجمل حدث، وأخيراً جنون الحب والغيرة وأسئلة الوفاء والخيانة والتملك.
 
لماذا وضعت على الكتاب شعار «يحظر بيعه للرجال »؟
هل ذلك أحد طرائق تسويق الكتاب؟
قال الكثيرون ذلك، لكن في الواقع تمنيت بالفعل أن لا تصل دردشتي مع النساء في «نسيان دوت كوم » إلى مسامع الرجال. لذلك كتبت على الكتاب «يمنع بيعه للرجال ». ولو كنت واثقة من ذلك لقلت أشياء أكثر. لكن لثقتي أن الرجال سيقرأونه فخففت من حدة النصائح.
 
ماذا تقولين لقرائك عند الالتقاء بهم في معارض الكتب أثناء توقيع أحد أعمالك؟
 
عادة، لا أحبذ توقيع كتبي في معارض الكتب، لأني أشعر بابتزاز عاطفي للقارئ، واستدراجه لشراء الكتاب. لكني أحضر إلى معارض الكتب للالتقاء بقرائي. وهذا يسعدني جداً، لأنها فرصتي الوحيدة للالتقاء بهم، التي تثيرني إنسانياً وفنياً، حيث أعرف ملاحظاتهم عن أعمالي، ومدى محبتهم لي، ثم أقيس هذه المحبة بعد كل كتاب، لأعرف هل مازالوا في انتظاري أم لا. وهو ما يحمسني ويدفعني للكتابة لأنني أعرف أنهم مازالوا في انتظاري.
 
 
 
كيف هي علاقتك بقرائك؟
علاقة مميزة لأنها عاطفية بالدرجة الأولى. ولا أدري كيف أتورط في حياة قرائي. وكيف يتورطون في حياتي. قال كاتب فرنسي: “الكاتب الذي نحب هو الذي تشعر أن بإمكانك أن تتصل به في منتصف الليل لتستنجد به أو تطلب منه نصيحة”. لذا عائلتي هم قرائي، لأن قرابة الحبر أقوى من قرابة الدم. وأعرف أن قرائي سيدافعون عني أكثر من أهلي وأبنائي، لأنهم قرأوني ويعرفون حقيقتي وأحبوا وجهي الآخر بعد أن قرأوني. علاقتي بهم جميلة وملتبسة، حتى أن أقرب صديقاتي لهن علاقة بكتبي، فأصبح لي قبيلة وعشيرة من النساء اللواتي يتطوّعن لمساعدتي.. وكلهن بالمناسبة يقرأن كتبي. ويعرفن نقاط ضعفي. وهذا تواطؤ جميل قلما يتوفر لكاتب.
 
ما هو الكتاب الأقرب إليك؟
 
سأقول إجابتين. تحتمل إحداهما الصواب أو الخطأ. سأجيب بأمومة: أحب كتبي إلى آخرهم “الأسود يليق بك”. وسأجيب ككاتبة: “الكتاب الذي لم أكتبه بعد”، لأني مسكونة دائماً بهاجس الكتاب المقبل.
 
 
 
كيف تكتبين الإهداءات عند توقيع كتبك؟
الإهداءات أمر مربك للغاية. ومن السهل عليّ أن أكتب كتاباً على أن أقدم إهداء لأحد قرائي، لأنني أحب أن أضع شيئاً مني في الإهداء. لذا لا أكثر من الكلمات، حتى أطلب أحيانا من القراء اختيار الجملة التي يريدونها حتى أكتبها لهم. وأحيانا أكتب جمل طويلة، لأنني بحكم المحبة الكبير التي أحملها في قلبي إلى قرائي أكون سخية في الإهداءات. وأتذكر هنا موقفا مؤثرا تعرضت له عند توقيع أحد كتبي في قطر، حيث طلب مني قارئ أن أكتب إهداء على
 
رواية “فوضى الحواس” إلى والده الذي توفي وهو يقرأ هذا العمل، فوجدت نفسي أقبّل الكتاب بدلاً من كتابة الإهداء. ومن التوقيعات الطريفة، جاءني رجل مصطحبا ابنته الصغيرة البالغة من العمر خسمة أعوام، فطلب أن أوجه إليها إهداء الكتاب حتى يكون من ضمن جهازها عندما تكبر وتتزوج، ثم استطرد قائا: “عندما تكبر سأقول لها لقد أهدتك هذه الكاتبة روايتها”، فقبلت الكتاب أيضاً. وفي النهاية قررت اختيار إهداء عام لجميع قرائي يعتمد على مفردات مثل “إلى الغالي” أو “إلى العزيزة”.
 
ما هو الشعور الذي تعود به أحلام مستغانمي إلى منزلها بعد توقيع أحد كتابها؟
 
أحتاج هذه الفرحة مرة كل عام، حيث أزداد ثراء بعد لقاء قرائي، الذين يمنحوني وقودا وزادا كبيرا من المحبة لمواجهة نص وكتاب جديد.
 
 
 

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net