في جوقة الأعياد الآذارية اخترت لنفسي ان احتسي كوباً من العافية... تقوقعت في غرفتي المستطيلة... انا والبؤس وكومة من الأحلام... عيد المعلم؟ وما همني.. عيد الطفل؟ وما همّني.. عيد الأم؟ وما همني.. بعد ان اصبحت اكثر احلامي بالية... والمناسبات السياسية الحقيرة والاضطرابات المسكينة كلها تجتاحني في غفلة كالموت!! وحتى تكتمل آخر المفاجآت انتشر الجراد في ربوعي الخضراء... ماذا تريدون بعد؟؟؟ زواج مدني.. سني.. شيعي.. ارثوذكسي.. ماروني الخ .. ان كان يريدني الثانية ليبلل قلبه الجاف.. يريدني ليزداد الحنان.. يريدني ليسقط آخر ورقة في حياتي... ما همّني...!!! حاربوا بؤس الإنسان، حاربوا جوع الإنسان...
ماذا تستفيدين، ايتها الجميلة، ان كانت عيناك تسحرانه وأرضه محتلة من أم لوحيدته الصغيرة!!! لا أحد يفهم ما أريد البوح به! إن كنت انا لا اقوى على جمع كلماتي في جملة مفيدة.. اشعر أني الآن في الأول الابتدائي وينبغي ان أؤلف جملاً لعبارات مفيدة... الزواج المدني: استطيع ان اؤلف فقرة لا معنى لها... ما همّني من هذا الزواج ان كان لا يستطيع منحي مَن احب؟ اي زواج يعطينا مَن نحب؟ لذا لا تتعبوا أنفسكم.. المسألة ليست في نوع الزواج... المشكلة تكمن في تعريف الزواج!!!
مجتمعنا الجميل بفتياته المتشابهات.. شفاههنّ تنطق بالعهر وأرواح تجهش بالجبن.. ويريدني ان اكون مثلهن جميلة بلا معنى.. تافهة ليقودني كعربته المطلية بعرق النساء.. لن اكون.. قررت ان لا اكون في حياته.. وأن أستقلّ عن هذا المجتمع.. انعزلت مئة مرة. لم ينتشلني أحد.. هذه الغرفة وحدها قدري. هي وأنا وكومة أحلام...