Tahawolat
كانت التحية مستحقة للشاعر والكاتب والمسرحي والصحافي عصام محفوظ في دار الندوة وبدعوة من دار نلسن للنشر في الذكرى الساعبة لرحيله وبمناسبة فوز مسرحيته الديكتاتور بجائزة القاسمي  - الشارقة للأفضل عمل مسرحي عربي 2012 وبرؤية اخراجية جديدة من لينا أبيض واداء جوليا قصار وعايده صبرا .
بداية كانت كلمة التقديم من سليمان بختي الذي قال :
نتذكر عصام محفوظ أحد أبرز أعلام المسرح اللبناني العربي الحديث. عصام العصامي الذي درس على نفسه وجاء من جديدة مرجعيون ووجد مكانه في مهب المدينة وحراكها الحدثي. دخل فقيراً حالماً متمرداً الى المدينة وخرج مقهوراً حزيناً وغنياً بريادته وآثاره وحب الناس له. شارك في مجلة شعر وحركة المسرح الحديث وترك اكثر من 46 مؤلفا في الشعر والمسرح والنقد والحوار والترجمة.
عرفناه عن قرب في جريدة " النهار" وقرأناه وصادقناه وصدقناه. سكنته هواجس الحرية والعدالة والنهضة. كان عصام محفوظ الغريق، بحسب الشاعر شوقي أبي شقرا، كان الغريق ولكن في بحر الادب والشعر والنقد والمسرح، والغريق الملهم ولكن في الضحك على العالم وكأنه شجرة تصفق للريح. وكان اللامبالاة والحزن المقهور ولكن يصفق للجمال واللذة والطرب. وتساءل بختي لماذا لم يكرم عصام محفوظ حتى الان. لم تنتشر أعماله الكاملة. لم يطلق اسمه على شارع في قريته او في بيروت. وها اليوم بعد سبع على رحيله و 43 سنة على تأليفه "الديكتاتور" ومعه الدليل ان العمل الاصيل لا يمر عليه الزمن الا ليزيده لمعاناً وتوهجاً. ويأتي التقدير من خارج الدائرة علامة تكريس وعلامة استئناف لدورة واهميته. في المسرح واستئناف لدور لبنان الثقافي والنهضوي والتنويري في العالم العربي.
ثم تحدثت المخرجة لينا ابيض عن علاقتها بمسرح عصام محفوظ  كعلاقة شغف وليس طمع. وتوقفت عند مميزات مسرحه المتين الحاضر والمليء بالمعاني والابعاد واللصيق بهويته ولغته. وان التغيير الاساسي في المسرحية لم يأت  في الرؤية الاخراجية فحسب بل في اداء جوليا قصار وعايدة صبرا لدورين ذكوريين. وذكرت ان العرض في الشارقة وقطر ولم يحذف منه شيئاً ووجد تجاوباً ربما لتزامنه مع رياح الثورات العربية. وكان حوار بينها والجمهور واسئلة ومداخلات من بشارة مرهج وياسين رفاعية وفوزي محيدلي وزياد كاج وعبدالله عبود ورؤوف قبيسي.
ثم تحدثت الشاعرة صباح زوين عن عصام محفوظ الشاعر في قصيدته المختلفة المكتنزة الغنية بمحمول مسرحي واسطوري وتراثي وأسى وحزين. وهذا يدل على ذاتيته وثقافيته الموسوعة وغنى احساسه وموقفه من القصيدة والعالم والوجود.
وكان الكلام للدكتورة ندى صعب التي رأت ان اللغة المسرحية عند عصام محفوظ جذبت طلاب المسرح في الجامعة اللبنانية الاميركية أكانت عامية أم فصحى. وان محفوظ كان يبدل اللغة تبعاً للموقف والمستوى والاطار. وذكرت انها خاضت تجربة ميدانية في ترجمة مسرحية الديكتاتور الى الانكليزية مع الدكتور روبرت مايلز بهدف ان تصبح المسرحية جزءاً من التراث العالمي وتلعب على مسارح العالم. وانها اكتشفت في النص صعوبة في الترجمة لقوة حضوره في لغته اصلاً. وهذه ميزة النص المؤسس .
واخيراً قرأت الفنانة جوليا قصار مختارات من قصائد عصام محفوظ ورأينا كيف كانت الكلمات تصعد من أعماق الروح الى تعابير الوجه الى الآخر في إداء مسرحي عميق ونضر ومتوهج.
س.ب.
 

آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net