Tahawolat


1ـ آيدن خليل المرعي

ليلاً وفي الساحة التي تقابل المشفى

يُضيء بوسترك بمصابيحه العشرين

تحته يلعب الأطفال كرة القدم

ابنك يلعب معهم

يكبر كل يوم تحت بوسترك!.

****

يُلقبه الأطفال (ابن البوستر)

وبالرغم أنه لايفهم بالشعر

كتب على بوسترك:

"رئتي صغيرة يا أبي

بحجم إصبع

لهذا أختنق عندما أشير إليك"

****

أكلتها الأسماك

جثتك

كلنا ندري بذلك


2-عمال المسطر

قبل ساعات من الآن

علقوا على الصبات الكونكريتية التي تحيط دائرة البلدية

26 بوستر لعمال بناء ماتوا

في انفجار 11/1/2008

****

لا يمكن لحوض الدم أن نختصره بـ(26)

يقفون كمقبرة ملونة على دائرة البلدية

****

أفهم ذلك أن أغلبهم كان لا يملك بطاقة تعريفية

وأن أغلب عوائلهم لم تطالب بما تبقى منهم لأنهم لا يملكون أجور الدفن

نعم أفهم ذلك

وما أفهمه أكثر

أن الفقراء عندما نقتلهم

يذهبون دون بهرجةٍ

يعملون على خدمتنا حتى وهم موتى

مُعلقون على دائرة البلدية


3-أوس حقي خليل

- لماذا أنت مُتعجل يا كاظم بالكتابةِ عنه؟

قبل يومين فقط سحبوا جثته العارية والمُنتفخة من قاطع بيجي

حتى إنه لم يُدفن بعد

ولم يضعوا له بوستر

***

على الغداء قالت أمي إنه كان بلا رأس

عرفوه من وشم اسمك على ذراعه الأيمن

يجب أن تذهب إلى العزاء ياكاظم

وتنسى شجاراتكما المُزمنة!.

***

ثقيلة ظهيرة الثلاثاء 8/3/2016

وهي تدخل كمسمارٍ معقوفٍ في الفم

***

أنت بلا رأس يا أوس هذه المرة

كيف سأكتب عن وجهك في البوستر؟

وجهك المقوس جداً مثل دمعة نازلة!.

...............

الاستعماروالجسد وأدوات العقاب... كتب الحبيب كاظم خنجر:

"مُنذ فترة

أشاهد أفلاماً عن الجنود الأمريكان

تتحدث عن حربهم مع العراق

أتعاطف معهم

وهم يتكسرون إلى قطع كبيرة من الخوف

في المصحات النفسية

ومراكز أعداد المُحاربين القُدامى

والمحاكم العسكرية

***

أتذكرهم كيف قتلوا "عدي فوزي" ابن عمتي

قتلوه بطريقة نظيفة

حتى إننا نسيناه".

........


ماء النهر الذي يرمون فيه الجثث

تُصفيه دائرة الماء

صباحاً

لنشربه نحن في المساء،

مرة شممت رائحة أخي فيه

في الولايات البعيدة عن الأنهار

يحرقون الجثث لتشم أخاك بسهولة.

............

انفجار اليوم مُملّ

كما في كل مرة

إرهابي يُفجر نفسه بسيارة مُفخخة في سوق شعبي

مُملّ انتظار الحصيلة وتوقعها

مُملّة جُثث الأطفال المُفتتة

مُملّ سحب النساء من دموعهن إلى البيوت

مُملّة حملات التبرع بالدم

موت مُملّ جداً كمن يموت على فراشه!.

.......

الراياتُ المرفوعة

في شوارعكم وشوارعنا

على جسوركم وجسورنا

على عيونكم المكسورة وعيوننا المكسورة

على قتلاكم وقتلانا

الراياتُ كراهيتنا التي تُرفرف

الرايات: سكاكينُ من قماش.





نبذة عن كاظم خنجر – مواليد بابل – 1990.

مؤلفاته:

-    نزهة بحزام ناسف – 2016.











آراء القراء

0

أضف تعليقاً



الرسالة البريدية

للاتصال بنا

هاتف +961 1 75 15 41
موبايل +961 71 34 16 22
بريد الكتروني info@tahawolat.net